كتبت محررة الشؤون الدولية في "تشانال فور" ليندزي هيلزم، تقريرا عن فرحة الفلاحين في معاقل النظام السوري غرب
سوريا بوصول الطائرات الروسية.
وتقول الكاتبة في تقريرها الذي نشرته صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية: "تعد قرية جبلة مكانا جيدا لمن يراقبون الطائرات. وفي الأسبوع الماضي أقلعت عشرات الطائرات الروسية (سوخوي- سو-24 و سو 25 و سو 35) من مطار باسل
الأسد الدولي، حيث هدرت في الخريف الغائم وهي متوجهة لضرب أهدافها في شمال وشرق البلاد".
وتضيف هليزم أن "طائرات النقل العسكري (توبوليف) ظلت تهبط طوال الأسبوع الماضي وهي تحمل الجنود والمعدات. ورست جنوبا، وعلى بعد 50 ميلا في البلدة البحرية طرطوس، السفن الروسية وهي تحمل الذخيرة والمعدات الأخرى الضرورية للحملة الروسية الجديدة؛ من أجل صد أعداء الحكومة السورية".
وتتابع الكاتبة قائلة:"يقول السكان المحليون إن طريق الساحل يغلق في الليل؛ حتى يتم نقل المعدات الروسية من القاعدة البحرية إلى المطار. ولا أحد يهمه إن كان الروس قد قالوا إنهم سيضربون
تنظيم الدولة ثم ضربوا جماعات المعارضة. ففي هذه المنطقة يعد أعداء النظام كلهم إرهابيين".
ويشير التقرير إلى أن القاعدة الجوية التي يستخدمها الروس سميت على اسم باسل الأسد، شقيق رئيس النظام السوري الحالي، وقد كان والده حافظ الأسد يحضره لخلافته، ولكنه مات في حادث سيارة، تاركا الباب مفتوحا أمام بشار ليخلف والده.
وتذكر الصحيفة أن حافظ وباسل قد دفنا في ضريح ضخم يبعد أميالا عن تلة مرتفعة من القرية، وتقول هليزم: "تبدو ملصقات صور حافظ في هذا الجزء من البلاد كونه أبا ليس للعائلة فحسب، ولكن للبلاد كلها، وهي في كل مكان في هذه المنطقة الساحلية من اللاذقية إلى طرطوس، معقل دعم النظام والطائفة العلوية".
وتواصل هليزم قائلة: "هنا، يتعامل الناس مع الروس على أنهم أصدقاء أوفياء دعموا عائلة الأسد طوال 45 عاما، وقد جاءوا أخيرا لإنقاذها".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الموظف في جبلة منذر عبد الله، قوله: "لقد توصلنا إلى نتيجة وهي أن الأمريكيين والسعوديين يعملون ضدنا، ولهذا طلبنا المساعدة لإنهاء الحرب"، وأضاف: "يعاني جيشنا والقيادة العليا من التعب، ولهذا فنحن بحاجة إلى مساعدة الروس للتخلص من أعدائنا".
وتلفت الكاتبة إلى أن "الحرب لم تصل بعد إلى طرطوس أو اللاذقية، لكن شباب المنطقة شاركوا في الحرب. وخسرت قرية النقيب، الواقعة على التلال فوق طرطوس، 147 جنديا، فيما جرح 52 آخرين جراحا بليغة. وفي ليلة من الليالي اجتمعت عائلات الشهداء، كما يطلق عليهم هنا؛ لتخليد ذكرى من ضحوا بحياتهم من أجل الأمة والقائد، وكلهم موالون للنظام، لكنهم يشعرون بأنه طلب منهم أكثر مما يطيقون".
وتذكر الصحيفة أن زينة طيان، التي يقدر عمرها بحوالي 70 عاما، قد ناشدت الصحافيين الزوار لمساعدتها، حيث قالت إن ولديها قتلا، وبعد أقل من ثلاثة أشهر أخذوا ابنها الثالث للجيش، وتساءلت زينة باكية: "هل يمكنكم المساعدة بتسريحه؟"، وأضافت "كلنا نخدم البلد والرئيس، ولكنني أريد عودة ابني".
وتعلق هليزم بأن الأسد قد اعترف في تموز/ يوليو بنقص الجنود في الجيش. وأعفى الجيش العائلات التي فقدت واحدا من أبنائها لتجنيد من تبقى منهم. ولهذا يهرب معظم الشبان نحو أوروبا، فيما يتهرب الآخرون ويتم تمديد عمل الجنود.
ويورد التقرير أن خليل فهيم يوسف، الذي لا يزال بالزي العسكري، ويتعافى من جرح أصابه، يقول: "لقد انتهت خدمتي، ولكنهم يرفضون تسريحي". ويضيف: "أصبت بوجهي نتيجة قنبلة، وعندما تعافيت طلبوني من جديد، ثم أصبت بيدي، حيث أرسلوني أخيرا إلى قريتي"، وأخيرا سُرح من الخدمة، حيث يتلقى اليوم 45% من راتبه.
وتقول الكاتبة إن "الروس هم أبطال الساعة، حيث يرحب السكان بالزوار الأجانب بعبارة الترحيب الروسية (دوربي دين)، ويعبرون عن حماسهم للرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، الذي يعتقدون أنه سيخلصهم من الإرهاب، ويعتقد الكثيرون أن الغرب يدعم (داعش)".
وتنقل الصحيفة عن محافظ طرطوس صفوان السعادة، قوله: "نرى أن الروس مصممون على هزيمة (داعش) والإرهابيين، وليس لدى الأمريكيين الإصرار ذاته". وأصاف: "قالوا في العام الماضي إنهم يقاتلون (داعش)، لكنه أصبح قويا ولم يضعف، ولهذا نقول إن تحالفهم ليس جادا".
ويفيد التقرير بأن الطيران الروسي قد يدفع المقاتلين إلى التراجع من حمص وحماة، مستدركا بأن المشكلة في السيطرة عليهما. وتم تعزيز الجيش السوري بقوات من حزب الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني، لكن السعوديين تعهدوا بإرسال دعمهم للمعارضة، ما سيوسع مساحة الحرب.
وتخلص هليزم إلى القول: "في اللاذقية وطرطوس البعيدتين عن الحرب التي مزقت سوريا، فإن السكان ليست لديهم فكرة عن الحقد الذي يحمله بقية السكان ضد الأسد، الذين يعيشون تحت وطأة البراميل المتفجرة، التي يرميها النظام على مناطق المعارضة في دمشق وإدلب وحلب".