اختفت البسمة من على وجوه
الحجاج المصريين العائدين من الحرمين الشريفين، بعد أداء شعائر الحج، من جراء مصرع نحو 70 حاجا مصريا، في حادثة التدافع بمشعر منى، إضافة إلى وجود ما لا يقل عن 120 حاج مصري، في عداد المفقودين، فضلا عن وجود آخرين، لقوا مصرعهم في الحادث، ولم يستدل أحد عليهم.
وبدلا من نشر صور فرحة الحجاج العائدين، لدى استقبال ذويهم لهم في الموانئ والمطارات، انهمكت الصحف المصرية في نشر صور الحجاج المفقودين، سواء داخل المملكة، أو بين ضحايا حادث التدافع، ممن لم يتم الاستدلال على هوياتهم، حتى اللحظة، ما جعل قطاعا من المصريين يشعر بغصة، تعاطفا مع هؤلاء، وأولئك.
واستمرت بعثات الحج المنظمة لرحلات الحج المصرية، في حصر أسماء المتغيبين في حادث تدافع الحجاج، وذكرت تقارير رسمية أن بلاغات التغيب وصلت إلى 120 بلاغا.
وذكرت القنصلية المصرية العامة في جدة أنها تواصل جهودها لحصر أعداد الضحايا المصريين من متوفين ومصابين في الحادث، بالإضافة إلى التعامل مع بلاغات أسر المفقودين.
وأكد السفير المصري في المملكة، عادل الألفي، أن الساعات القادمة ستكون من اللحظات الحاسمة فى هذه الأزمة، إذ سيكون الحجاج قد غادروا منطقة مشعر منى والجمرات، ومن تم سيتم التعامل مع كل البلاغات، والتعرف على المصابين والمتوفين، مشيرا إلى أن التعرف على جثث المتوفين لن يكون قبل يومي الخميس والجمعة المقبلين.
وبينما تواصل اللجان التابعة للبعثات النوعية المصرية عملياتها لتعرف جثامين الضحايا من المصريين من خلال الاطلاع على صور الجثامين بمقار المستشفيات أو الاطلاع على الجثامين نفسها، تواصل البعثات تلقي بلاغات المفقودين أو التائهين وتدقيقها ثم البحث عنها في أماكن السكن أو المستشفيات أو المشرحة حتى تتمكن من تحديد مصير المبلغ عنهم.
ونشرت صحيفة "المصري اليوم" بطاقات تعريف ببعض الحجاج المفقودين، التي وصلت إليها من خلال ذويهم، وذلك للمساعدة في البحث عنهم، أو التوصل لأي معلومات من شأنها الكشف عن مصيرهم.
ومن جهته، تعهد وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، بتعويض أي حاج أُضير من أي بعثة أو رحلة، بما يرفع عنه الضرر الذي لحق به خصما من المتسبب.
وقال جمعة - في بيان أصدره الإثنين - إن بعض الحجاج من أهالي ضحايا الحادث والمصابين في حادثي الرافعة ومنى، طلبوا تعديل مواعيد سفرهم، وهو ما تمت الاستجابة له، بالتنسيق مع السفارة المصرية بالسعودية، وشركة "مصر للطيران".
وأضاف أن متابعة أي مسائل أخرى تخص المتوفين بالحادث مستقبلا ستكون بالطرق الدبلوماسية من خلال السفارة والقنصلية المصرية بالرياض، وجدة.
وشدد على استحالة حصر المتغيبين والمتخلفين عن بعثاتهم قبل الانتهاء من عملية تفويج ضيوف الرحمن من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، الذي أوشك على الانتهاء، مشيرا إلى تخصيص أرقام للتواصل مع البعثات الرسمية على مدار الساعة.
إلى ذلك، تلقت بعثة الحج المصرية عشرات الاتصالات من مصريين تعرفوا صور ضحاياهم من خلال الصور التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكانت البعثة أعلنت أنه يجري في هذه الأيام مناظرة الأهالي للجثث المجهولة للتعرف على ذويهم، وأنه يلي ذلك خلال أسبوع، رفع بصمات الجثث المجهولة، وتصويرها للتعرف عليها، وتوضيح المجهولين، والمفقودين.
وواصلت اللجان التابعة للبعثة المرور على المستشفيات السعودية التي نقل إليها مصابو وقتلى حادث التدافع، الذي حدث الخميس الماضي بشارع 204 بمنى بالقرب من جسر الجمرات، وراح ضحيته مئات الحجاج، خاصة مشرحة مستشفي المعيصم التي يتواجد بها العديد من الجثامين المجهولة، وبينهم مصريون غير معروفي الهوية، ولا يحملون أي إثبات شخصية سوى وجود العلم المصري على رقابهم.
على صعيد متصل، بدأت شركة "مصر للطيران"، اعتبارا من الثلاثاء، تكثيف رحلات عودة الحجاج من جدة والمدينة، على أن يتم تشغيل 15 رحلة من المطارين اليوم، لنقل حجاج قرعة الإسكندرية والبحيرة والفيوم ومرسي مطروح وتضامن الجيزة والمنوفية وحجاج سياحة وترانزيت.
فيما يشهد غدا الأربعاء كثافة في تشغيل رحلات عودة الحجاج المصريين بتسيير نحو 26 رحلة جوية لنقل 8 آلاف حاج مصري، بواقع 14 رحلة من المدينة المنورة إلى مطار القاهرة.
وكان وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، وصل إلى مصر بعد انتهاء زيارته للسعودية، حيث أدى فريضة الحج لهذا العام.