نشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، تقريرا تعرضت فيه إلى أخطر خمس
شائعات يتم الترويج لها في الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بأوروبا، بهدف تشويه صورة
المهاجرين وطالبي اللجوء، وتبرير المعاملة القاسية التي قد يقابلون بها.
وأفادت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المهاجرين القادمين أساسا من
سوريا وإريتريا، أصبحوا عالقين، بعد أن قررت بعض الدول الأوروبية إغلاق حدودها.
وأضافت أن رحلتهم الشاقة، التي تختصرها صورة الطفل الغريق إيلان، ليست العقبة الوحيدة أمامهم، حيث إنهم يواجهون بعض الشائعات المغرضة التي تهدف إلى تشويه صورتهم، والتمهيد لغلق الأبواب في وجوههم.
وقالت إن بعض المواقع تناقلت خبرا يفيد بأن صورة الطفل الغريق إيلان على الشاطئ؛ قد تم تحويرها، لتحدث تأثيرا دراميا أكبر على نفوس المشاهدين، وأن الحقيقة هي أن إيلان قد تم العثور عليه بين الصخور من قبل ضابط تركي، وليس على الشاطئ، متداولين صورة أخرى غير الصورة الشهيرة لإيلان.
وأوضحت أنه بعد مقارنة الصورتين من حيث لون التبان، وشكل الحذاء، ونوع قماش القميص، وبعد الاستعانة بصورة ثانية مأخوذة من زاوية أخرى؛ تبين أن الطفل بين الصخور هو الأخ الأكبر للطفل إيلان؛ وهذا ما أكدته وكالة الأنباء التركية.
وأضافت الصحيفة أن شائعة أخرى قد لاحقت عائلة الطفل إيلان، حيث نشرت الصحيفة الأسترالية "سيدني مورنينغ هيرالد" خبرا نقلته عن مهاجرة كانت على نفس القارب مع العائلة الكردية، اتهمت فيه الأب عبدالله بتهريب المهاجرين، والحصول على مبلغ مالي يقدر بـ10 آلاف دولار.
وتابعت: "لكن هذه المرأة العراقية، التي خسرت طفلين اثنين أيضا في هذه الحادثة، لم تذكر أنها قامت بتسليم النقود لعبدالله الكردي، بل أكدت فقط أنه كان يقود الزورق. وواقع الحال أن عبدالله قد تسلم زمام قيادة الزورق بعد أن قفز المهرب من على ظهر المركب، وذلك دون مقابل، الأمر الذي أكدته قنوات فرنسية أجرته تحقيقات حول نشاط المهربين".
وأفادت الصحيفة بأن صفحات التواصل الاجتماعي الأوروبية؛ تناقلت صورتين لأحد الأشخاص، يظهر في إحداهما حاملا للسلاح، وفي الأخرى على الحدود المقدونية، بهدف نشر فكرة أن مقاتلي تنظيم الدولة بصدد التسلل إلى داخل
أوروبا، بعد أن تنكروا في شكل مهاجرين وطالبي لجوء.
ونقلت عن الموقع الأمريكي "بازفيد" ووكالة "أسوشيتد برس"، أن الصورتين تعودان لنفس الشخص، وهو يدعى ليث الصالح، إلا أنه ليس هنالك من دليل على انتمائه لتنظيم الدولة، مضيفة أن الصالح الذي يعمل في مجال قوالب الجبس، كان قد انتمى إلى قوات "المعارضة" السورية، ثم قرر الهرب من البلاد والالتحاق ببعض الأقارب في هولندا، بصحبة زوجته وأولاده الثلاث.
وأشارت الصحيفة إلى صورة أخرى مثيرة للريبة، يتم تناقلها حاليا، تفيد بأن "الجهاديين" الذين تسللوا داخل أوروبا كمهاجرين، يقومون برفع علم تنظيم الدولة في ألمانيا، موضحة أن هذا الخبر ليس له أي أساس من الصحة، باعتبار أن الصورة تعود إلى ثلاث سنوات مضت، حينما قررت مجموعة من السلفيين التظاهر، الأمر الذي أدى حينها إلى اندلاع اشتباكات مع قوات الأمن، في قرية صغيرة بالقرب من مدينة دوسلدورف.
وتعرضت الصحيفة إلى الخبر الذي نشره موقع "مترونيوز" الفرنسي، الذي أفاد بأن محافظة لواريه الواقعة شمال البلاد، تقوم بمصادرة بعض المنازل الواقعة بشارع "باغانالي"، من أجل إيواء بعض المهاجرين السوريين والعراقيين.
وأوضحت أن الموقع الفرنسي اعتذر عن نشره لهذا الخبر الخاطئ، بعد أن تأكد من أنه لا وجود لشارع بهذا الاسم، لا في محافظة لواريه، ولا في أية محافظة أخرى، كما أن اسم المسؤول المحلي الذي تم ذُكر في الخبر؛ هو أيضا من اختراع من قام بفبركة الصورة.