قالت أسماء عبد الحليم، زوجة جمال عشري، عضو مجلس الشعب المصري المعتقل في سجن العقرب سيئ الصيت؛ إن المعتقلين يواجهون انتهاكات هي الأسوأ من نوعها في تاريخ البلاد، ووجهت انتقادات للمجلس القومي لحقوق الإنسان الذي نفى حدوث انتهاكات في السجن، واصفة السجن بأنه "غوانتانامو" مصر.
وأضافت في لقاء مع "عربي21": "نناشد العالم الذي لا يزال عنده قليل من إنسانية أن يشاهدوا الانتهاكات اللاآدمية واللاأخلاقية التي تحدث بحق المعتقلين في سجن العقرب، فلم نر في تاريخ مصر الإنساني أحدا يعامل بهذه الطريقة التي تخلو من كل معاني الرحمة والإنسانية".
وبشأن المعاملة التي يلقونها عند زيارة المعتقلين، بينت أسماء عبد الحليم أنه "نمنع من الزيارات، ويتم طردنا شر طردة، بسبب وقوفنا إلى جنب الحق ورفض الظلم وعدم السكوت على الانتهكات التي تحدث فوق مستوى البشر"، حسب تعبيرها.
وتابعت: "لقد تم طردنا أكثر من ثماني مرات في سجن العقرب، وللأسف الشديد يمنع دخول الدواء والطعام، ويتم تجويعهم وتعطيشهم بمياه غير صالحة للشرب، ويعرون من ثيابهم، ويعذبون أشد أنواع التعذيب، ليس في سجن العقرب قط، بل في جميع السجون".
واستهجنت بشدة تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي صدر في آواخر شهر آب/ أغسطس الماضي بشأن توافر الطعام والرعاية الصحية، ونفي الانتهاكات في سجن العقرب، وقالت إنه "تقرير مضلل، يخلو من ذكر الحقائق".
وأكدت أنها "لم تتعرف على زوجها بسبب الشحوب الذي بدا عليه، وحالة الضعف والوهن التي يعيشها، حيث يتم منعهم من الدواء والطعام".
وكشفت أسماء عبد الحليم أن "ضابط الشرطة أكد لها أن زوجها لو كان سجينا جنائيا لتمكنا من إدخال الطعام والدواء له، ولكنه إخواني، وقد نعرض للمساءلة والحساب أو حتى الفصل".
وتساءلت: "إلى متى سيتم السكوت على هذا الظلم، يتم منعهم (السجناء) من رؤية أبنائهم، والتحدث إليهم لا يكون إلا من خلف زجاج لمدة ثلاث دقائق قبل أن يتم تقليصها لدقيقة واحدة"، حسب قولها.
وأوضحت أن تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن طعام السجن "مكذوب"، متسائلة: "إلى متى سيتم تضليل الشعب؟ ما يحدث موت ممنهج، موت بطيء، وهناك حالات توفيت بالداخل".
واستنكرت غياب المنظمات الحقوقية والإنسانية، قائلة: "أين منظمات حقوق الإنسان لتحقق فيما يجري بحق ذوينا من انتهاكات واعتداءات لا يتحملها بشر لا في الشتاء ولا الصيف؟".
وكشفت أسماء عبد الحليم أن منزلها "تم اقتحامه أكثر من مرة، وتحطيم أثاثه، ونهبه وسرقته"، مؤكدة أن "أولادها لا يبيتون في المنزل خوفا من الاعتقال".
وناشدت "العالم الحر" للتدخل "ومنع الجرائم التي تحدث؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فحياة هؤلاء يتحمل مسؤوليتها الجميع"، مشيرة إلى أن "المؤامرة كبيرة على الشعب المصري"، على حد قولها.
وطالبت الشباب "الصحفي الحر" بأن "ينقلوا الصورة، والحقيقة للعالم، ويكشفوا عن حجم الانتهاكات المروعة التي تحدث داخل السجون" بحق أزواجهم وأبنائهم.
ووصفت سجن العقرب، بـ"غوانتانامو مصر"، واستنكرت بشدة "الإدعاءات الفجة" بأن "هؤلاء شباب إرهابيون، فحجة الإرهاب التي يتبجج بها الغبي لم تعد تجدي نفعا مع المصريين الذين يكتشفون يوما بعد يوم حقيقة ما يجري" وفق تقديرها.
وفي نهاية اللقاء شددت زوجة النائب عشري على أن "دولة الباطل لا تستمر ولا تدوم، ودولة الحق باقية إلى قيام الساعة، وسيذهب الظالمون إلى مزبلة التاريخ، وسوف ترفع راية الحق"، محذرة أنه "من لم يذكر كلمة حق فسيذكره التاريخ بخذلانه للأحرار والمظلومين" بحسب تعبيرها.