شهدت
الانتخابات المصرية، التي تم فتح باب قبول طلبات الترشح لها الثلاثاء، لمدة 12 يوما، عددا من
الطرائف التي رصدتها صحيفة "
عربي21".
ففي اليوم الأول، وبمحكمة جنوب القاهرة، قام ناشطون بتصوير أحد الأشخاص الخارجين من المحكمة، وهو يلوح بـ"إشارة رابعة".
وأصر الشخص على التلويح بإشارة "رابعة" مرتين أمام عدسة الكاميرا، ولوح بها أثناء ذهابه إلى جهة اليسار، ثم متجها إلى جهة اليمين، وهو يلوح بها، دون خوف، بل مبتسما!
وفي كثير من المحافظات، قضى مرشحون كثيرون ليلتهم الأولى أمام مقار تلقي طلبات الترشح، بالمحاكم الأقصر، كي يسبقوا الآخرين، ويحصلوا على الرقم الأول في قائمة
المرشحين.
مرشحا البنطلون والثلاثين مليونا
شهد اليوم الأول واقعة طريفة تمثلث في قيام بعض المرشحين بخلع بنطلون مرشح تقدم الطابور دون التزام بالصف داخل محكمة المنصورة الإبتدائية، لدى تقديم الأوراق، فجذبه الواقفون في الطابور من ملابسه، بعد أن اعتلى نافذة التقديم، بمساعدة أصحابه، مما أدى إلى خلع بنطاله المرشح، وشعوره بالحرج.
وقال مراقبون إنه بذلك يظهر لدينا "مرشح البنطلون"، بعد "نواب الكيف"، و"التجنيد"، وسميحة"، وهم النواب المشهورون بفضائح تعاطي المخدرات، والهروب من أداء الخدمة العسكرية (التجنيد)، والتورط في البغاء، زمن المخلوع حسني مبارك!
التقديم للانتخابات شهد أيضا ظهور مرشح الثلاثين مليونا من الجنيهات، وهو أعلى سعر لمرشح يتم شراؤه في تاريخ الانتخابات المصرية.
المرشح كشف عنه الإعلامي مصطفي بكري -في برنامجه "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد"- إذ أكد أن سعر النائب وصل في بعض الأماكن إلى 30 مليون جنيه.
وأضاف: "أحد الأشخاص أعلن استعداده لدفع 20 مليون جنيه لأي مرشح يخوض الإعادة في البرلمان المقبل".
عاشور "بتاع الشرقية"
تلك كانت عبارة تلفظ بها الرئيس محمد مرسي، في أحد خطاباته، التي ارتجل فيها الكلام على عادته التي كثيرا ما حذره منها مخلصون، متهما "عاشور بتاع الشرقية"، بممارسة البلطجة الانتخابية.
وهكذا ذاع صيت عاشور في دائرته، ومحافظته الشرقية، والمحافظات المجاورة، وعُرف بلقب "عاشور بتاع الشرقية ".
وكان عاشور العضو بالحزب الوطني المنحل قد فاز -بالتزوير- في انتخابات مجلس الشعب التي أجريت في عام 2010، ولذلك اتهمه الرئيس محمد مرسي في خطابه الأخير قبل 30 حزيران/يونيو 2013، بممارسة "البلطجة"؛ قائلا: "عاشور بتاع الشرقية.. اللي بيأجر بلطجية".
لكن "عاشور" عاد للظهور، في الدائرة الأولى بالزقازيق، حيث قام بتقديم أوراق ترشحه للانتخابات، ووضع صورته عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومعه رمزه الانتخابي وهو "الصقر".
وفي مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات قال عاشور إنه لن يستخدم اتهامات مرسي له بممارسة البلطجة، للدعاية الانتخابية". وقال: "يكفيني حب الناس"!
طرائف المرشحين
من طرائف المرشحين كذلك، وبعضهم لم يكن يفرق بين الدور التشريعي للمجلس، والتنفيذي للحكومة، تأكيد ماجدة شلبى المرشحة المنتقبة، التي تلفعت بملابس بيضاء عليها علم مصر، أنها ستخوض الانتخابات بهدف تغيير نظرة المجتمع للمرأة المنقبة، وجعل التموين "دليفيري" للمنازل.
وفي مقابلها، قدم مرشح لحزب "النور"، عن دائرة حلوان، أوراقه بمحكمة جنوب القاهرة، قائلا إن الهدف الأساسي لترشحه هو تحقيق المصالحة بين طوائف الشعب، مضيفا: "لا أريد أن يخاف أحد من لحيتي".
وعن دائرة المعادي بالقاهرة ترشح القيادي في الحزب الوطني "المنحل"، رئيس اتحاد العمال الأسبق، حسين مجاور، قائلا: "لن أصرف جنيها واحدا على الدعاية الانتخابية، وأهالى المعادى مكفلون بالدعاية"، وذلك بالرغم من كونه مشهور عن نواب الحزب "الوطني" المنحل أنهم أكثر الناس إنفاقا على الانتخابات، وشراء للأصوات، ثم جلبا للمنافع الشخصية من ورائها!
مرشحات "المنحل" وحزب "الكنبة"
وكانت الظاهرة الملحوظة أيضا في التقديم للانتخابات النيابية بمصر، كثرة عدد النساء المتقدمات للترشح، من المنتسبات خاصة للحزب الوطني "المنحل"، وأنصار السيسي، والثورة المضادة.
فقد فاجأت المعلمة فريدة البيسي اللجنة الانتخابية بالمحكمة، عندما تقدمت إليها بأوراق ترشحها عن دائرة حلوان، مرتدية ملابس مطبوع عليها صورة السيسي!
بل قالت إنها من "عشاق الرئيس، ومنذ أن طلب من الشعب مساندته في 30 حزيران/ يونيو، وأنا تركت أولادي، وخرجت لمساندته"، وفق قولها.
أما زينب حسان التي تعد من أنصار الإعلامي الموالي للسيسي، توفيق عكاشة، فقالت إنها اكتفت بأن تكون ممن أطلقوا عليهم اسم "حزب الكنبة"، أيام الثورة، مؤكدة أنها فخورة بأن يطلق عليها "مرشحة حزب الكنبة"!
وأضافت أنها مؤيدة للسيسي، وخرجت في مظاهرات عدة ضد جماعة الإخوان المسلمين، علاوة على تأييدها لعكاشة، وأنها تقدمت بأوراق ترشحها عن دائرة عابدين.
مرشحون غير تقليديين
وعلى صعيد المرشحين غير التقليديين، أعلن وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة، الشيخ صبرى عبادة، تخليه عن منصبه وترشحه للانتخابات، بعد أن حصل على إجازة من وزارة الأوقاف، نظرا لعدم سماحها، لأي موظف بالترشح، والجمع بين منصبين.
وفي المقابل، استعانت الكاتبة العلمانية فاطمة ناعوت، بخطاب ديني في إعلان خوضها الانتخابات عن حزب الوفد.
إذ قالت -في صفحتها على "فيسبوك": "بإذن الله.. قررت خوض الانتخابات البرلمانية عن دائرة مصر الجديدة، فردي.. والله يختار الأصلح بيننا، والأكثر عونا لمصر، والمصريين".
طرائف الرموز
ومن طرائف المرشحين إلى طرائف الرموز الانتخابية، فقد بلغ عددها نحو 230 رمزا، مقسمة إلى 160 رمزا للفردي، و70 للقوائم.
وجاءت قائمة الرموز خالية من رمز "النجمة" الذي حصل عليه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية الصورية عام 2014، وذلك لأسباب غير معلومة.
وغاب رمز "الميزان" الذي حصل عليه حزب "الحرية والعدالة"، الذي أسسه الإخوان، وأصبح حزب الأغلبية، عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية، بعد ثورة 25 يناير، ثم قامت السلطات بحله، بمجرد وقوع الانقلاب العسكري.
واختفى أيضا رمزا "الهلال والجمل" اللذان كانا من نصيب الحزب الوطنى "المنحل" دائما في أي انتخابات، في عهد المخلوع مبارك، على مقعدي الفئات والعمال.
وضمت الرموز الانتخابية قائمة عريضة من لمبة الجاز إلى الصاروخ، وشملت وسائل تنقل برية وبحرية وجوية، وأدوات العمال والفلاحين، وأجهزة كهربائية، وحيوانات الغابة، وعدد من الفواكه.