أثارت صحيفة "
هآرتس" في افتتاحيتها الخميس، موضوعا لافتا ومثيرا للدهشة، تمثل في دخول
كرة القدم في
إسرائيل لمركز الصراع السياسي الاجتماعي، حيث رفع الاتحاد العام للنقابات العمالية (الهستدروت) شكاوى باسم بعض لاعبي كرة القدم تطالب بمنع إجبارهم على اللعب في أيام السبت، وفقا لقانون العمل.
واللافت بحسب افتتاحية الصحيفة، أن القاضية آرئيلا غلتسر كاتس، استجابت لطلبهم، واعتبرت إجراء المباريات في
يوم السبت "مخالفة جنائية"، وأصدرت أمرا احترازيا مؤقتا إلى حين إجراء بحث مبدئي في الموضوع، الاثنين القادم.
وأشارت الصحيفة إلى أن البحث المبدئي الحقيقي يتجاوز بكثير مجال قوانين العمل، مؤكدة أن رئيس دائرة الرياضة في الهستدروت، نير آلون، اعترف في مقابلة مع "هآرتس" بأن الهدف النهائي هو وقف عموم المباريات في كل المستويات الرياضية في أيام السبت.
ونوهت إلى أن آلون ومن يدّعون الاستقامة من الذين يتبنون الخطوة، يتعلقون بالحقوق الاجتماعية وبالنص الجاف للقانون، وبموجبه مطلوب للعمل في أيام السبت ترخيص خاص من وزير الاقتصاد. غير أن ما يوجد على جدول الأعمال، مثلما في حالات مشابهة أخرى، هو المس الخطير بالوضع الراهن، وبنمط الحياة الحر والعلماني في البلاد.
وانتقدت الصحيفة هذا الطلب، وقالت إن مباريات كرة القدم في أيام السبت تجرى منذ نحو مئة سنة، منذ عهد الحكم البريطاني. وكان سبب ذلك ولا يزال مفهوما من تلقاء ذاته. فالسبت هو يوم الراحة الرسمي الوحيد لإسرائيل. في السبت لا توجد دراسة في مؤسسات التعليم، ومعظم العاملين لا يعملون فيه، والكثير من الجنود يتواجدون في بيوتهم في نهاية الأسبوع. أما المشاركة والمشاهدة لمباريات كرة القدم، في كل الأعمار وفي كل المستويات الرياضية، فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة قضاء وقت الفراغ الإسرائيلية. لا سبيل إلى ممارستها كالمعتاد وبالكامل في يوم آخر. كما أنه لا حاجة للحرص على الحقوق الاجتماعية للاعبي كرة القدم، مثل العاملين الآخرين في المرافق الاقتصادية ممن يعملون في أيام السبت ويتمتعون بيوم راحة آخر.
وشددت "هآرتس" على أن القصة الحقيقية هي الإكراه الديني والمس بنمط الحياة العلماني. إذ إنه في العقد الأخير فهم المبادرون إلى الإكراه الديني أنه من الأفضل عدم الصدام الجبهوي مع الجمهور غير الديني. ولهذا فإن الخطوات تغلف دوما بستار سميك من دخان "الأساليب اللينة" كحلاوة اللسان والحديث عن قاسم مشترك وحقوق اجتماعية. كما أن هذا هو السبب في أنه لا يجب قبول مبادرة الحل الوسط التي تقضي بأن الفرق التي لا ترغب في أن تلعب يوم السبت لن تلزم بعمل ذلك.
وأكدت الصحيفة أنه من الأفضل أن تصد الهيئات القضائية الخطوة، كجزء من الحفاظ على الوضع الراهن، لأن وزير الاقتصاد آريه درعي من "شاس"، لن يصدر الترخيص اللازم لإجراء المباريات يوم السبت.
وحذرت من إسقاط رمز آخر للعلمانية، وهو كرة القدم الإسرائيلية، كضحية للإكراه الديني.