هاجم علماء "
الأزهر" في مصر الفيلم
الإيراني الجديد "محمد رسول الله" وحرموا مشاهدته وطالبوا بمنع عرضه في دور السينما المختلفة، على الرغم من تأكيدات صناع الفيلم على أنه لا يتضمن تجسيدا لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم.
وأثار هذا الموقف من الأزهر تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء رفضه للفيلم، وما إذا كانت العلاقات السياسية المتوترة بين القاهرة وطهران لها دخل في ذلك.
وبدأ في إيران عرض الفيلم، الخميس، وسط إقبال كبير من الجماهير، حيث شهدت مراكز بيع التذاكر زحاما غير مسبوق.
وحذر الأزهر إيران في وقت سابق، من تصوير الفيلم، مؤكدا رفضه تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية، احتراما لمكانتهم الروحية التي يجب الحفاظ عليها.
وبحسب مشاهد من العمل اطلعت عليها "
عربي21" لا يظهر وجه الرسول على الشاشة، بل يظهر جسم الصبي الذي يؤدي دور الرسول فقط من ظهره أو من خلال ظله.
وانتقد المطرب البريطاني "سامي يوسف"، الذي يؤدي أغنيات الفيلم، علماء الأزهر الذين هاجموا الفيلم دون أن يشاهدوه، وقال إنهم فعلوا ذلك فقط لأن إيران هي من أنتجته، في إشارة إلى الخلافات السياسية بين العديد من الدول السنية وعلى رأسها السعودية ومصر مع إيران.
عمل مسيء؟
وكان شيخ الأزهر "أحمد الطيب"، قد أعلن عند بدء تصوير الفيلم مطلع العام الجاري رفضه تجسيد شخصية النبي، قائلا إن ذلك من شأنه أن ينزل من مكانة الأنبياء الذين يتمتعون بصفات الكمال الأخلاقي".
وقال "أحمد كريمة" أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أجمعوا، في حقبة الستينيات من القرن الماضي، على أن تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية حرام شرعا.
وأضاف كريمة، في تصريحات صحفية، أن الأزهر لازال يرفض تجسيد الأنبياء وآل بيت الرسول والصحابة العشرة المبشرين بالجنة ومنهم الخلفاء الراشدين الأربعة.
من جانبه، قال عباس شومان وكيل الأزهر إن منتجو الفيلم الإيراني يسعون إلى الترويج للعمل عن طريق الزج باسم الأزهر الشريف في الأمر، موضحا أن رأي الأزهر في هذه المسألة معروف للجميع.
وأضاف: "الأزهر أعلن الحكم الشرعي في مسألة تجسيد الأنبياء، فمن يريد أن يأخذ به فليفعل، ومن لا يريد فلا يمكننا إجباره على ذلك، مطالبا المسلمين بتجاهل تلك الأعمال الفنية المسيئة، على حد قوله.
جزء من ثلاثة أجزاء
الفيلم مدته ثلاث ساعات تقريبا، ومن تصوير الإيطالي "فيتوريو ستورارو" الحاصل على جائزة أوسكار، ويركز على مرحلة الطفولة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الجزء الأول من ثلاثة أجزاء لاحقة ينوي مخرجه تنفيذها في المستقبل.
وبلغت ميزانية الفيلم، الذي استغرق الإعداد له ثماني سنوات، 40 مليون دولار وهو أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ السينما الإيرانية، ومولت الحكومة جزء من تكاليف إنتاجه التي تضمنت بناء أحياء كاملة في جنوب العاصمة طهران لتصوير المشاهد في أجواء مشابهة لمدينة مكة قبل 1400 عام.
ومن المتوقع أن يعرض الفيلم في مهرجان "مونتريال" السينمائي بكندا هذا الأسبوع، حيث يسعى منتجوه للتعاقد مع موزعين أوروبيين لعرضه في دور السينما الغربية، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
وهذا الفيلم هو ثاني عمل سينمائي طويل عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد فيلم "الرسالة" الذي أنتج عام 1976 وأخرجه السوري الراحل "مصطفى العقاد" وقام ببطولته الممثل الأمريكي الراحل "أنتوني كوين".
هجوم غير مبرر
وقالت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء إن الأزهر مازال يدين الفيلم بشكل غير مبرر على الرغم من أن مخرجه أوضح مرارا وتكرارا عدم إظهاره لوجه الرسول فيه.
وشدد الإيراني "مجيد مجيدي" مخرج الفيلم، في تصريحات تلفزيونية، على أن الفيلم لم يتضمن أي مشاهد تظهر ملامح الرسول صلى الله عليه وسلم، مستنكرا رفض الأزهر للفيلم وإصدار أحكام مسبقه قبل مشاهدة العمل.
ودعا "مجيدي" شيوخ الأزهر لمشاهدة الفيلم أولا ثم إجراء حوار حول مدى مساهمته في الدعوة إلى الإسلام وتحسين صورته في
العالم.
وأضاف أنه يتمنى أن يساهم الفيلم في تغيير الصورة الذهنية السيئة السائدة عن الإسلام في الغرب والتي تظهره على أنه دين العنف والإرهاب، مشيرا إلى أن فكرة الفيلم جاءته عقب الإساءات المتكررة التي تعرضت لها شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الغرب، فأراد تقديم عمل يساهم في تعريف العالم بحقيقة الرسول.
وأوضح المخرج الإيراني أن الفيلم يتناول جزء من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لا خلاف عليها بين المراجع والفرق الإسلامية المختلفة، سعيا منه لتحقيق الوحدة بين المسلمين، وخاصة السنة والشيعة الذين يتقاتلون في العراق وسوريا واليمن.