أفاد ناشطون في مدينة
حلب، أن نوعا جديدا من
القوارض غير المعروفة سابقا؛ تنتشر في شوارع المدينة. وأشار ناشطون إلى أنهم شاهدوا جرذانا بحجم كبير، عدوانية التصرف، لا تخاف من البشر، مرجحين أن هذه
الجرذان تنتمي لفصيلة "الجرذ البلجيكي"، فيما عبروا عن تخوفهم من انتشار هذه الجرذان بين أنقاض الأبنية المدمرة، وانتقالها إلى أماكن السكن.
وأوضح الناشط الإعلامي يمان الخطيب، خلال حديث خاص بـ"عربي21"، أنه تعرض لهجوم من جرذ بحجم القط عندما كان يريد الدخول إلى منزله في حي "كرم الجبل"، أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار.
وأشار الخطيب إلى تعرض الكثير من الأهالي إلى حوادث مشابهة، ما أدى إلى تسجيل عدة حالات إجهاض بين نساء حوامل بعد تعرضهن لحالة هلع إثر هجوم الجرذان عليهن. وقال: "يتحدث الكثير من الأهالي عن مشاهدتهم لجرذان غريبة في الحجم وفي التصرفات، وخصوصا عندما تتم محاصرتها".
وبحسب الخطيب، فإنه لم يتم توثيق حالات هجوم من هذه الجرذان على البشر بعد، لكن تكاثر أعدداها يستدعي من وجهة نظره البدء بحملة مكافحة حقيقية للقضاء عليها.
وتوفر الأبنية المهجورة، وأنقاض الأبنية المدمرة في عموم المناطق الشرقية من المدينة، مكانا مناسبا لتكاثر القوارض، ما حدا بمجلس المدينة المحلي التابع للثوار؛ للعمل بشكل ممنهج على مكافحة هذه القوارض، لكن النقص في التمويل، وضعف موارد المجلس يعيقان استمرار هذه الحملات.
وذكر مدير حملات رش المبيدات في مجلس مدينة حلب الحرة، المهندس مصعب الخلف، عدة عوامل ساهمت في انتشار القوارض بشكل كبير في المدينة، من بينها تخريب شبكات الصرف الصحي نتيجة القصف المتواصل، وتشكل المستنقعات المائية في المناطق المنخفضة بفعل تضرر شبكات المياه والصرف الصحي، علاوة على تراكم القمامة في مناطق الاشتباكات.
ورجح الخلف، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن تعود الجرذان ذات الحجم الكبير التي شوهدت مؤخرا؛ إلى فصيلة "الجرذ البلجيكي"، وقال "إن هذه الفصيلة تعتبر من أكثر الفصائل ضررا للإنسان لما تسببه من أمراض".
وحول طرق مكافحة الجرذان، قال: "نعتمد على مبيد "فوسفيد الزنك" المخلوط بحبوب الشعير، والزيت النباتي، والسكر لإغراء القوارض على تناول السم".
بدوره، أكد رئيس المجلس المحلي في مدينة حلب، المهندس أسامة تلجو، مواصلة المجلس لحملات مكافحة القوارض، ولفت إلى رفع المجلس دراسة متكاملة إلى المنظمات.
وأعرب تلجو عن أمله في أن تحظى الدراسة المقدمة على موافقة المنظمات الداعمة، للعمل الفوري على مكافحة هذه الظاهرة، التي قد تتحول إلى وباء.