أصيب نحو 250 شخصا بين مدني وعسكري، خلال أعمال شغب وسط العاصمة
اللبنانية بيروت، مساء الأحد، عقب قيام قوات الأمن اللبناني بفض مظاهرة بالقوة بساحة "رياض الصلح"، نظمت احتجاجا على تفاقم أزمة النفايات في البلاد، وفساد المسؤولين اللبنانيين.
وقال مصدر في الصليب الأحمر اللبناني، إن سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر نقلت 43 مصابا من ساحة التظاهرة (رياض الصلح)، إضافة لمعالجة أكثر من 200 حالة طفيفة بشكل فوري، مشيرا إلى أن الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات مصابون بجروح مختلفة وحالات اختناق شديدة.
ولفت إلى أن من بين المصابين عناصر بالقوى الأمنية، تعرضوا للرشق بالحجارة من المتظاهرين، دون أن يبيّن عددهم على وجه التحديد.
وكانت القوى الأمنية اللبنانية فضت مساء الأحد تظاهرة لآلاف من الناشطين اللبنانيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، حيث تظاهروا لليوم الثاني على التوالي، مطالبين باستقالة الحكومة وإسقاط النظام.
واندلعت أعمال الشغب، بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة اللبنانية، التي طالبوها بالاستقالة فورا، قابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.
واتهم ناشطون من حملة "
طلعت ريحتكم" المنظمة للحراك، متظاهرين وصفتهم بـالـ"مندسين" بافتعال أعمال الشغب مع القوى الأمنية، وتكسير المحال التجارية "من أجل إفشال تحركهم السلمي".
وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان أن بعض المتظاهرين قاموا برشق عناصر قوى الأمن بزجاجات "المولوتوف" الحارقة، وبشتى الوسائل من حجارة وألواح خشبية وغيرها.
وكان الآلاف من المتظاهرين، تجمعوا السبت، بساحة رياض الصلح وسط بيروت، على مقربة من مقرّي الحكومة والبرلمان، بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم"(في إشارة إلى المسؤولين الحكوميين)، وبمشاركة عدد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين، منددين بـ"فساد" المسؤولين اللبنانيين، ومطالبين بـ"إسقاط النظام".
وسقط خلال محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين أول أمس السبت نحو 30 جريحا، وعد رئيس الحكومة تمّام سلام في مؤتمره الصحفي، الذي عقده في وقت سابق اليوم، بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وسبق أن أطلق ناشطون صفحة على موقع فيسبوك، مقرونة بوسم "طلعت ريحتكم"، واحتل مركزا متقدما على قائمة التداول عبر تويتر أيضا.
يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيسي للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.