كشفت مصادر مقربة من
تنظيم الدولة في مخيم
اليرموك للاجئين الفلسطينيين في
دمشق؛ عن أن مجموعات تابعة لفصائل أخرى أعلنت البيعة للتنظيم.
ومن بين الفصائل المتواجدة في مخيم اليرموك "أحرار الشام التي بايع عشرات من جنودها وقيادييها تنظيم الدولة، الأمر الذي تسبب في فصلهم من قبل قيادة الحركة العامة، وجبهة النصرة"، حسب مصدر إعلامي مقرب من تنظيم الدولة في مخيم اليرموك، رفض الكشف عن اسمه لـ "
عربي21".
ويشغل مخيم اليرموك الفلسطيني في جنوب دمشق جانبا كبيرا من صراع صامت بين الفصائل المحيطة به وتنظيم الدولة الذي يفرض سيطرته عليه، وعلى حي الحجر الأسود المجاور له، والذي انطلق منه التنظيم قبل أكثر من أربعة أشهر ليسيطر على المخيم بعد طرد فصيل أكناف بيت المقدس وفصائل أخرى.
ويقول المصدر أنه شاهد العديد من عناصر أحرار الشام والنصرة قد بايعوا تنظيم الدولة، "وهو أمر في إطار المعقول، لأن كل الفصائل المشار إليها إسلامية التوجه، ولهم إيديولوجيات قريبة من بعضهم البعض"، بحسب المصدر.
وأضاف: "كان لافتا للانتباه وجود تنسيق سري على مستوى عال بين الفصائل الثلاثة، الدولة والنصرة والأحرار، في داخل المخيم، وهو ما تؤكده البيعات الجماعية، والفردية بشكل يومي، في حين لم نشهد بيعات معاكسة"، على حد قوله.
ومنذ انطلاق الثورة السورية، كان للجيش السوري الحر وجود بشكل أو بآخر في مخيم اليرموك. ومن بين الألوية التي تنشط في المخيم، لواء العز الذي يتمركز في حي التضامن القريب من المخيم".
وحسب المصدر، فقد شهدت "الأسابيع الأخيرة توافد عدد من عناصر لواء العز ممن لهم صلات قربى مع مقاتلين في التنظيم إلى المخيم لإعلان بيعتهم للدولة الإسلامية، وهذا يعود إلى التأثير المتزايد للنشاط الدعوي لتنظيم الدولة منذ سيطرته على المخيم، وكان من نتائجه إعلان مجموعات جديدة من لواء العز بيعتها للتنظيم ومن ثم العودة إلى حي التضامن".
وردا على سؤال لـ"
عربي21" حول موقف قيادات لواء العز من عناصرهم الذين بايعوا تنظيم الدولة، يقول المصدر المقرب من التنظيم: "حتى الآن لم يعترض أحد من القيادات على بيعة عناصرهم للتنظيم، وهذا دليل على وعي كبير من قيادات لواء العز الذين تعاملوا مع الأمر بشكل هادئ رغم مخالفته الأنظمة الداخلية للواء، خاصة بعد تجربة الأشهر الأربعة الماضية التي أثبتت تعايش طبيعي بين الفصائل الموجودة في المخيم التي ترى ضرورة أن يكون الجهد كله باتجاه إسقاط النظام وليس الاقتتال بين الفصائل"، حسب تعبيره.
في مقابل هذا، يتواجد جيش الإسلام ولواء أبابيل حوران في منطقة يلدا على التماس، مع مقاتلي تنظيم الدولة، وهي الفصائل التي ترى في تنظيم الدولة خطرا أكبر من خطر النظام، لهذا لا يتوقع المصدر الإعلامي المقرب من التنظيم في ختام حديثه، حدوث بيعات مماثلة من قبل عناصر هذه الفصائل، "حيث يتم التعامل بقسوة مع المتعاطفين مع تنظيم الدولة إما بالاعتقال أو القتل".
لكن المصدر تابع قائلا: "التنظيم يجري اتصالات مع الفصائل الأخرى وحوارات تهدف إلى توحيد الجبهة الجنوبية ذات الأهمية الإستراتيجية في عملية إسقاط النظام، لكن جهودا كهذه قد لا يكتب لها النجاح بسبب الصراع على النفوذ والمناطق بين الفصائل"، وفق قوله.