تواجه العلاقات
بين
الاحتلال الإسرائيلي والأردن تحديات كبيرة في ظل تصاعد حرب الإبادة ضد قطاع غزة، والتي دخلت عامها الثاني.
ونشر موقع
"ميتفيم" (Mitvim) الخاص بالمعهد الإسرائيلي المتخصص في
السياسات الإقليمية الخارجية مقالا للدكتور إيلي بوديه، سلّط الضوء على
التدهور الواضح في العلاقة بين البلدين، الذي يُحتمل أن يمتد ليشمل باقي الدول
العربية التي تربطها علاقات بـ"إسرائيل".
وكشف الموقع أن "الروابط بين إسرائيل والأردن أعمق من تلك التي تربطها بأي دولة أخرى في
المنطقة"، حيث كان للأردن تاريخ طويل من التعاون السري مع إسرائيل، حتى في
فترات الصراع المفتوح بين البلدين، خاصة في حربي 1948 و1967.
ومع مرور الوقت،
تطورت هذه العلاقات لتشمل "التعاون في مجالات عدة مثل الأمن والمياه، مع اعتراف
الملك حسين بالدور الإسرائيلي في الحفاظ على استقرار حكمه خلال أحداث أيلول
الأسود في عام 1970".
اظهار أخبار متعلقة
ومع ذلك، قال الموقع إن "الوضع الحالي يختلف بشكل ملحوظ عن السابق، وأن العلاقات بين
البلدين وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ توقيع
معاهدة السلام في عام 1994، بعد ثلاثين
عامًا من المعاهدة".
وذكر أنه "رغم العلاقات السرية القوية بين البلدين، التي تشمل التعاون
العسكري والاستخباراتي، فإن التطورات الأخيرة في غزة قد تجلب معها تداعيات خطيرة
على العلاقات العامة بين الأردن وإسرائيل".
وأشار إلى أن تزايد الضغوط الشعبية في الأردن، التي يقدر أن نصف سكانها من أصل
فلسطيني، قد يزيد من توتر العلاقات.
وفي هذا السياق، دعا الوزير الأردني أيمن
الصفدي، في تصريحات له، إلى ضرورة البحث عن حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية،
مشددًا على أن الأردن تسعى للسلام ولكنها لا تقبل ما وصفه بـ "الممارسات
الإسرائيلية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أن
هذه "التوترات لا تقتصر على الأردن فقط، بل تشمل أيضًا دولًا عربية أخرى مثل
الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية
السعودية، التي رغم العلاقات
الاقتصادية المتزايدة مع إسرائيل، فإنها لا تزال تطالب بإحراز تقدم حقيقي في ملف
فلسطين قبل أن تواصل دعمها للتطبيع مع إسرائيل".
وختم أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، قد تتعامل مع قضية
السلام مع الدول العربية على أنها أمر مفروغ منه، متوقعًا أن يؤدي التصعيد العسكري
في غزة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ويؤثر على مصير الاتفاقات السلمية التي تم
التوصل إليها مع دول مثل مصر والأردن.