اتفقت فصائل فلسطينية على أن
انتهاكات الاحتلال لحرمة
المسجد الأقصى؛ تعكس خطورة المخطط الصهيوني تجاه المدينة المقدسة، "مما يستوجب العمل على وضع الخلافات العربية والفلسطينية جانبا؛ والاتفاق على التصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي".
وتصدى حراس المسجد الأقصى، أمس الأحد، لاقتحام نفذه مستوطنون إسرائيليون، على رأسهم وزير الزراعة الإسرائيلي "أوري أرئيل"، في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وأسفرت المواجهات عن إصابة عشرات الحراس والمصلين بالرصاص المطاطي، ووقوع حالات اختناق جراء الغاز المسيّل للدموع.
حركة فتح
وقال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "
فتح" أحمد عساف، إن هناك "قرارا إسرائيليا ترعاه حكومة بنيامين نتنياهو، يهدف لتحقيق السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى"، معتبرا أن "الطريقة الممنهجة التي تتم بها اقتحامات المسجد الأقصى من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ تسعى لتنفيذ القرار الإسرائيلي واقعا".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "القمع والإرهاب الإسرائيلي لن يثنينا عن الدفاع عن المسجد الأقصى؛ بما يمثله من عقيدة لنا، سواء على الصعيد الديني أم الوطني"، مستنكرا "الصمت المطبق والمريب للأشقاء العرب والمسلمين" على حد تعبيره.
وطالب الدول العربية والإسلامية بـ"التحرك الفعال للجم الاحتلال ومستوطنيه، وإيقاف جرائمهم في حق المسجد الأقصى"، مستهجنا تقصيرهم في حق
القدس، "سواء على صعيد الدعم المادي، أم التحرك السياسي".
وبيّن عساف أن "مبلغ الـ500 مليون دولار التي أقرت في القمة العربية عام 2010، لم يدفع منه إلا القليل"، موضحا أن "الدعم المقدم لا يرقى إلى حجم التحديات الإسرائيلية التي تهدد المسجد الأقصى".
الجهاد الإسلامي
من جانبه؛ قال القيادي في حركة
الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، إن "ما يجري في القدس؛ هو استمرار لسياسة إسرائيلية تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة، وطمس معالمها العربية والاسلامية"، مؤكدا أن ذلك "يعكس الخطر الذي يهدد القدس منذ سنوات، خاصة وأن انتهاكات أمس الأحد كانت بقيادة وزير إسرائيلي".
وأضاف لـ"
عربي21": "المؤسف أن انتهاك حرمة الأقصى؛ يأتي في ظل الوضع المؤلم الذي تعيشه الساحة الفلسطينية والوطن العربي والإسلامي"، متهما الدول العربية والإسلامية بـ"التقاعس عن حماية مدينة القدس طوال السنوات الماضية".
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل حالة "الفوضى والجنون التي تعصف بالوطن العربي، والتشتت والتناحر الفلسطيني؛ ليكرس خططه ومشاريعه التهويدية والاستيطانية"، مؤكدا أن ذلك "يجب أن يدفعنا كفلسطينيين وعرب، إلى وضع خلافاتنا جانبا، ومحاولة الالتقاء على موقف أو برنامج مشترك".
وأعرب عزام عن أسفه الشديد "للخلاف الداخلي الفلسطيني، الذي يأخذ أغلب المشهد، ويستنزف طاقاتنا كلها تقريبا، ويترك القدس لمصيرها".
وقال: "في ظل الحالة المؤسفة التي يعيشها العرب والمسلمون، واشتداد الهجمة على القدس؛ يجب أن يتحرك الفلسطينيون من أجل ترتيب وضعهم الداخلي، ووضع المصلحة الفلسطينية العامة في سلم الأولويات".
حركة حماس
بدوره، قال مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، النائب عن حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" أحمد أبو حلبية، إن اقتحام الأقصى بقيادة وزير الاستيطان الإسرائيلي أوري أرئيل "ليس غريبا، ويأتي ضمن السياسة الصهيونية الداعمة لسلسلة الاقتحامات التهويدية".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن هذا الاقتحام "رسالة واضحة من الاحتلال على أن الكل الصهيوني، من حكومة وكنيست وحاخامات وقضاء؛ هو داعم بكل قوة لتدنيس حرمة المسجد الاقصى المبارك وقدسيته".
وبيّن أبو حلبية أن "العدو الصهيوني يحاول حاليا أن يشرعن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى؛ من خلال مشروع قانون معروض على ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي، ويلقى دعما كبيرا من لجنتي الداخلية والأمن فيه".
وأكد أن الخطر الكبير يكمن في تحقيق الاحتلال ما يصبو إليه من تقسيم الأقصى، كما فعل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، مشددا على أن المطلوب عربيا وفلسطينيا هو "دعم صمود أهل القدس في مواجهة العدو الإسرائيلي، وتقديم كل أنواع الدعم المالي والإعلامي والقانوني لهم، وعدم الاكتفاء بالتنديد والاستنكار".
وطالب أبو حلبية السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية، بـ"ملاحقة قادة الاحتلال على ما يرتكبونه من جرائم حرب في حق المسجد الأقصى والمصلين فيه".