أكدت تل أبيب أن هناك تطابقا مطلقا في وجهات النظر بين نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وائتلاف اليمين المتطرف الذي يقوده بنيامين نتنياهو، في كل ما يتعلق بالتطورات في المنطقة.
ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون"
الإسرائيلية اليمينية صباح الاثنين، عن مصدر في وزارة الخارجية في تل أبيب قوله إن إسرائيل تنظر برضا تام لنتائج الزيارة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد للقاهرة الأحد، حيث تبين له أن القاهرة وتل أبيب تتشاركان في نفس التقييم للمخاطر الناجمة عن التحولات في الساحة الإقليمية.
وأوضح المصدر أن كلا من نظام السيسي وحكومة نتنياهو يعتبران أن صعود الإسلام المتطرف هو أكبر خطر يتوجب التعاون في مواجهته ومعالجته.
وأضاف المصدر أن غولد فوجئ من
حماس الجانب
المصري لمواجهة تحدي الإسلام المتطرف، لدرجة أنه قال لكبار المسؤولين المصريين الذين التقاهم: "على الرغم من أن المصريين يتكلمون العربية والإسرائيليون يتكلمون العبرية، فإنهم يتكلمون اللغة نفسها عند مقاربتهم للتحديات التي تعصف بالمنطقة".
وكشف المصدر النقاب عن أنه تم التوافق بين غولد والمسؤولين المصريين، على أن يقوم الطرفان ببلورة استراتيجية مشتركة للتعاطي مع التحديات التي تواجه كلا من إسرائيل ومصر.
وأشار المصدر إلى أن الجانب المصري أوضح لغولد أنه لا يوجد ثمة تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه حركة حماس، وأن التسريبات الإعلامية التي تحدثت مؤخرا عن تغيير في تعاطي نظام السيسي مع الحركة غير دقيقة.
وأوضح المصدر أن الجانب المصري يرى في حركة حماس تنظيما إسلاميا متطرفا خطره لا يقل عن خطر تنظيم الدولة.
ونوه المصدر إلى أن المسؤولين المصريين طمأنوا غولد بأن التسهيلات التي قدمتها مصر مؤخراً لقطاع
غزة تأتي في إطار "المناورة التكتيكية ولا تدخل في إطار التحول الاستراتيجي".
وأوضح المصدر أن غولد وكبار المسؤولين المصريين اتفقوا على أن يتم إلى جانب تعميق التعاون الأمني توسيع دائرة التنسيق السياسي بين الجانبين.
وأشار المصدر إلى أنه يتوقع على نطاق واسع أن تستضيف القاهرة وتل أبيب لقاءات رسمية قريبة لإنجاز ما تم التوافق عليه، سيما بلورة الاستراتيجية المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية.
وقد رأى موقع "nrg" الإسرائيلي الاثنين، أن زيارة غولد تأتي في إطار تعاظم واتساع العلاقات بين الكيان الصهيوني ومصر، والتي بلغت ذروتها مؤخراً في القرار الذي اتخذه السسي بتعيين سفير جديد في تل أبيب.
يذكر أن غولد، الذي يدير في الوقت ذاته مركزا يمينيا باسم "يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة" يتنبى مواقف عنصرية تجاه العرب، ووصفهم بأنهم "بدائيون".
وقد عقد غولد مؤخرا سلسلة لقاءات مع اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي، مستشار الأمير بند بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية السابق.
وعلى الرغم من أن غولد وعشقي قد ظهرا في ندوة مشتركة، فإن صحيفة "ميكور ريشون" تؤكد أن الاثنين عقدا خمس لقاءات سرية بينهما.