بدأت طهران في التحول إلى محطة منافسة بين الاقتصادات الكبرى بعد رفع الحظر الاقتصادي عنها بموجب
الاتفاق النووي، بوصول وزير الاقتصاد الألماني، زيجمار جابرييل، ونائب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل إلى طهران مع وفد اقتصادي.
ووصل وزير الاقتصاد الألماني الأحد إلى طهران، رفقة وفد اقتصادي ألماني، ليصبح بذلك أول سياسي غربي كبير يزور البلاد بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي، سيتم رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مقابل موافقة
إيران على تقليص برنامجها الذي يعتقد الغرب أنه كان يهدف إلى صنع قنبلة نووية.
وقال جابرييل قبل أن يبدأ زيارته إن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الست وإيران في فيينا، وضع الحجر الأساس لتطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران".
وقال جابرييل الذي يتولى أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، "الشرط المسبق لذلك هو أن الخطوات التي وردت في الاتفاق تنفذ الآن".
وتوقعت غرف التجارة الألمانية أن تتضاعف صادرات ألمانيا إلى نحو 5 مليارات يورو خلال عامين فقط وتحرص شركات مثل؛ "فولكسفاجن" و"سيمنز" وآلاف الشركات الأخرى إلى استعادة دورها في تصدير شحنات إلى إيران.
ويرسل جابرييل إشارة قوية من خلال سفره إلى طهران مع وفد من ممثلي مجموعات صناعية ومسؤولي شركات، بأن ألمانيا تريد إعادة بناء العلاقات الاقتصادية والسياسية بسرعة مع إيران بعد مواجهة استمرت 12 عاما بشأن برنامج طهران النووي.
وقال أستاذ التعليم العالي والباحث في الشؤون الإستراتيجية، خالد يايموت، إن "هناك أكثر من 300 شركة ألمانية تستعد لاستفادة من السوق الاقتصادية الإيرانية الواعدة، وتشمل جميع مجالات العمل الاقتصادي دون استثناء".
وقال خالد يايموت في تصريح لـ"
عربي21"، إن "الشركات الألمانية مستعدة للاستثمار في جميع الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك الطاقة، الصناعة الميكانيكية والسلاح، بالنظر لمكانة إيران وموقعها الإستراتيجي وأهميتها في الإقليم".
وكان يايموت أن قد قال في تصريح سابق لـ"
عربي21"، إن هناك صراعا مفتوحا بين "فرنسا وألمانيا تتنافسان أوروبيا على مغانم بطهران، فمن هما يزور طهران أولا؟".
وتابع يايموت، "ألمانيا لها رؤية جديدة وهي بناء نفوذ في المناطق الإستراتيجية عبر تشبيك التحالفات الدولية، وإيران لها أهمية بالغة اليوم".
وشدد على أن أمريكا حاضرة في هذا الصراع، فـ"أمريكا مازالت حاضرة بقوة لكن هدفها الأهم بناء شراكة أكثر إستراتيجية مع طهران في القريب، وبعد ذلك بناء تحالف أكثر قوة لصد الصين، وهذا يتطلب عملا مشتركا مع قوى متعددة ولذلك أمريكا تتحالف مع ألمانيا".