نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول ردود الفعل التي تلت توقيع الاتفاق النووي الإيراني، عرضت فيه بعض الانطباعات التي صدرت عن طرفي الحوار، ورأت أن هذا الاتفاق يفتح آفاقا جديدة للعلاقات بين إيران والعالم، على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، نجحت في التوصل إلى اتفاق تاريخي، حول مسألة الأنشطة النووية الإيرانية، بعد 21 شهرا من المباحثات، اختتمت بجولة نهائية دامت أكثر من سبعة عشرة يوما، لوضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن أحد كبار المفاوضين الإيرانيين، وهو حميد نجاد، وصف الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين بلاده ودول خمسة زائد واحد بأنه "نجاح كبير"، بعد أن ظل هذا الملف لمدة 12 سنة سببا للتوتر السياسي على الساحة الدولية.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الإيراني علق على الاتفاق، عبر تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، قال فيها إنه "اتفاق يفتح آفاقا جديدة، وينهي أزمة كان الجميع في غنى عنها، حتى تتمكن إيران والمجتمع الدولي من التفرغ للتركيز على التحديات المشتركة التي تواجه العالم"، في إشارة إلى التحالف الدولي من أجل مواجهة تنظيم الدولة، الذي تزايد حضوره ونفوذه في الدول المجاورة لإيران، وخاصة سوريا والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي رحب بهذا الاتفاق، على لسان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني، التي وصفت الاتفاق بأنه "إشارة أمل للعالم بأسره، ستؤدي إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية"، فيما سارعت "إسرائيل" إلى التنديد بهذا الاتفاق معتبرة إياه "خطأ تاريخيا".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاتفاق الذي يسمح لإيران بمواصلة أنشطتها النووية المدنية، يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين طهران والغرب، حيث يهدف نص الاتفاق إلى ضمان عدم تحول البرنامج النووي الإيراني إلى برنامج عسكري، فيما قبلت إيران بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المنضب، وهو ما يعني نظريا استحالة حصولها على القنبلة الذرية، حسب الصحيفة.
وأضافت "لاكروا" أن الاتفاق يتضمن رفعا تدريجيا للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني منذ سنوات، ينطلق مع بداية السنة المقبلة على ضوء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيصدر في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مع إمكانية إعادة تسليط هذه العقوبات في حال إخلال إيران بتعهداتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستلعب دورا محوريا في تنفيذ هذا الاتفاق، بعد أن أعلنت أنها توصلت مع إيران إلى "خارطة طريق" ستمكنها من التحقيق في أي أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما وصفه رئيس الوكالة، يوكيا أمانو، بأنه تقدم هام تم تحقيقه.
وفي السياق ذاته، ذكّرت الصحيفة بأن الشكوك ظلت تحوم حول قيام إيران بالعمل على تطوير برنامج نووي عسكري سري، تحت غطاء الأنشطة المدنية، إلى حدود سنة 2003، وهو ما نفته إيران بشدة. ولكن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ كانوا قد قرر مجتمعين فرض عقوبات على الجمهورية الإيرانية لإجبارها على الانصياع للضغوطات، والجلوس على طاولة المفاوضات.
ولكن هذه المفاوضات لم تبدأ فعليا، إلا في سنة 2013 بعد انتخاب حين روحاني الذي وعد برفع العقوبات عن بلاده، لتسفر عن اتفاق تمهيدي في في شهر نيسان/ أبريل الماضي، حدد الخطوط العريضة للاتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه أمس.