نشرت صحيفة "ديلي التلغراف" تقريرا لمراسلتها اينا لازيرفا، حول قرية
خضر السورية التي يحاصرها الثوار، بعد أن سيطروا على تلة إلى شمال المدينة، وقد هدد قيادات
الدروز في
إسرائيل وهضبة الجولان بأنهم قد يجتاحون الحدود لحماية أقاربهم؛ تخوفا من مذبحة طائفية.
ويشير التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه أعطى "تعليمات لعمل اللازم"، لمساعدة دروز
سوريا. وحذرت الحكومة الإسرائيلية الثوار السوريين في جنوب سوريا للبقاء بعيدا عن خضر.
وتنقل الصحيفة عن مصادر إعلامية محلية قولها إن الحكومة تفكر في إنشاء منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود للاجئين، ويعد هذا تحركا غير مسبوق بعد عقود من تجميد تلك الحدود.
وتوضح الكاتبة أن الأزمة قد تفاقمت ليلة الثلاثاء، عندما اشتد القتال بين جبهة
النصرة والجيش السوري في الجنوب السوري، حيث تصر جبهة النصرة على أنها لا تعتزم قتل الدروز الذين يعدهم المتطرفون كفرة وخارجين عن الإسلام الصحيح، وقد اعتذرت الجبهة عن مقتل عشرين درزيا في قرية في شمال سوريا بسبب خلاف على عقار.
ويستدرك التقرير بأنه رغم ذلك فإن الدروز في الجولان المحتل يراقبون سلسلة الهزائم التي مني بها الجيش السوري على الحدود بقلق شديد. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء منطقة شمال الجولان منطقة عسكرية مغلقة مؤقتا.
وتبين الصحيفة أن إعلان إغلاق المنطقة هدفه منع التجمعات بالقرب من الحدود، ما يعيق أنشطة الجيش، وأنه ليست له علاقة بما يحصل في سوريا، بحسب ما قاله ناطق عسكري لـ"التلغراف".
وتذكر لازيرفا أن الإغلاق، الذي استمر ساعات، جاء بسبب مخاوف من تجمع الدروز في الجولان لمحاولة اقتحام الحدود لحماية إخوانهم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هناك دروزا في داخل إسرائيل، وقال عضو الكنيست الدرزي صلاح طريف لموقع "واللا" الإخباري: "نحن على أهبة الاستعداد، بحيث إن كان هناك شيء يستدعي تدخلنا، فلن نتردد أن نقوم به". وأضاف طريف أن العديد من الدروز سيدخلون سوريا "دون تردد".
وتنوه الصحيفة إلى أنه قد سُمع كلام مشابه في مظاهرات للدروز في بلدة مجدل شمس هذا الأسبوع، وهي أقرب بلدة تحت سيطرة إسرائيل لقرية خضر، وقد هتفوا: "بالروح بالدم نفدي السويداء".
وتورد الكاتبة ما قاله الطبيب البيطري في مجدل شمس حسن الصفدي، بأن معركة دارت بين سكان خضر وجبهة النصرة في الليلة السابقة، ولكن الدروز نجحوا في الدفاع عن أنفسهم ليلة الثلاثاء، ولم يعانوا إلا من إصابة واحدة.
ويقول الصفدي: "كان هناك هجوم كبير أمس، وقامت جبهة النصرة باحتلال تل أحمر لمدة ساعة". وأضاف أن الدروز دافعوا عن مواقعهم، حيث إنهم كانوا يقومون بتخزين الذخائر والأسلحة والمدفعية لفترة طويلة، مستندا إلى اتصالاته بأصدقاء على الجانب الآخر من الحدود. ويقول إن دروز خضر يهيئون أنفسهم للجولة القادمة من قتال جبهة النصرة، بحسب الصحيفة.
وينقل التقرير عن سلمان فخر الدين، وهو من سكان بلدة مجدل شمس، قوله إنه سمع قصفا شديدا يوم الأربعاء. وأضاف: "معظمهم يقاتل الآن دفاعا عن النفس، وقد نظم الناس أنفسهم في لجان حراسة، إنه حقهم الأساسي في حماية أنفسهم". وقال الصفدي إن عشرات الأطباء الدروز مستعدون لعبور الحدود لمساعدة أصدقائهم وأقربائهم.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت يوم الثلاثاء، إنه كانت هناك خشية من هروب لاجئين من سوريا إلى إسرائيل، مضيفا أن إسرائيل ستفعل ما بوسعها لمنع وقوع مذبحة.