علمت "عربي21" أن الدعوات التي أصدرتها حركات ثورية لموجة من
الإضرابات في
مصر، ابتداء من الحادي عشر من شهر يونيو الجاري، لاقت قبولا واسعا في أوساط القوى المناهضة للانقلاب العسكري بمصر، بما في ذلك جماعة
الإخوان المسلمين.
ورأى معارضون أن هذه الدعوات قد تساهم في تجميع وتوحيد قوى الثورة من جديد.
وقالت مصادر مطلعة لـ"عربي21" إن اجتماعا تنسيقيا عقد بين مجموعة من القوى المعارضة للانقلاب لتوحيد الجهود حول هذا الملف، بحيث يصبح يوم الإضراب بداية لموجة احتجاجات على فشل السلطة في إدارة البلاد خلال عامين من الإطاحة بالرئيس مرسي، وتنديدا بما تشهده البلاد من قمع وانتهاكات تشمل الاختفاء القسري والتعذيب في السجون وأسام الشرطة.
وكانت حركة السادس من أبريل قد دعت إلى موجة من الإضرابات بداية من الحادي عشر من يونيو المقبل، ودشن نشطاء الحركة هاشتاغ "وآخرتها"، لإيصال رسالتهم للشارع المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأوضحوا أن المصريين يعانون على مدار عامين من أوضاع معيشية واجتماعية وسياسية متدهورة، وفي طريقها لمزيد من التدهور والانهيار.
وقال منسق حركة السادس من أبريل في بريطانيا هاني إسحاق: "إن الهدف الرئيسي من الإضراب هو إيصال أصوات الآلاف من الشعب للنظام، لكي يعي أن الشعب وحده هو مصدر القوة وليست آلته العسكرية".
وبين إسحاق في تصريحات لـ"عربي21" أن "فكرة الإضراب هي تشجيع الشعب على قول "لا" لكل ما يحدث بمصر من قمع".
ودعا جميع المعارضين إلى الجلوس بالبيت، وعدم الذهاب للعمل أو استخدام المواصلات العامة، مشيرا إلى أن التحركات المستقبلية المعارضة للنظام ستدرس بناء على نتائج الإضراب في اليوم الأول.
من جهته، أكد القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية علي هاشم لـ"عربي21" أن "التحالف يرحب دوما بأية دعوة تصب في مصلحة الوطن واستعادة الحرية لعشرات الآلاف من المعتقلين"، مشيرا إلى أن "قيادة التحالف ستدعم دائما كل أنواع التواصل والعمل مع أي حراك يعمل على الأرض لإسقاط الانقلاب".
وفي السياق ذاته، رحب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت بأي تحرك يسعى لكسر الانقلاب وإزاحته عن السلطة.
وقال لـ"عربي21" إن "كل الفصائل التي تتفق على معارضة النظام الحالي فنحن معها"، مؤكدا أن "القضية باتت قضية وطن، وليست قضية فصيل معين".
ويواجه السيسي بالتزامن مع انقضاء العام الأول من استلامه لمنصب الرئاسة موجة من الإضرابات النقابية، كان أبرزها إضراب المحامين في الرابع من يونيو الماضي، وإضراب الصحفيين في العاشر من يونيو، فيما سينفذ إضراب حركة 6 أبريل وغيرها من
القوى الثورية في الحادي عشر من الشهر ذاته.
وتشير تصريحات التحالف والإخوان وحركة 6 إبريل لـ"عربي21" إلى أن التحركات الثورية المتمثلة بالإضرابات قد تمهد لانحسار حالة الجفاء بين شركاء ثورة يناير، وهو ما يمكن أن يمثل زخما جديدا للحراك المعارض لسلطة الانقلاب.