نشر موقع "ديلي بيست" تحليلا لنانسي يوسف، حول تجاهل إدارة أوباما للتطورات الأخيرة في
سوريا والعراق، حيث قام
تنظيم الدولة باحتلال عاصمة محافظة الأنبار في
العراق، ومدينة رئيسة في سوريا، وتقول إنه لا يبدو أن إدارة أوباما ستفعل شيئا.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن أربعة مسؤولين أمنيين أجمعوا على أن إدارة أوباما لا تزعم تغيير استراتيجيتها في الحرب على تنظيم الدولة، بالرغم من تزايد الشكوك لدى البنتاغون في جدوى المقاربة الأمريكية للحرب.
وتستدرك الكاتبة بأنه بالرغم من أن رسالة إدارة أوباما للعامة هي أنها تسعى إلى إضعاف تنظيم الدولة، وفي المحصلة هزيمته، إلا أن الكثيرين في البنتاغون يرون أن الهدف هو تضييع الوقت.
وينقل الموقع عن مسؤول أمني يعمل على الاستراتيجية العسكرية قوله: "أظن أن ما يدفع بهذا الاتجاه هو الشعور بأن هذه المعركة ليست معركتنا، ونحن سنحاول احتواءها فقط، وليكن لنا أثر حيث نستطيع، هذه حرب طويلة الأمد، ولندع الإدارة القادمة تتعامل معها".
ويلفت التقرير إلى أن المقاربة الأمريكية تحولت من محاولة تحقيق انتصار حاسم، إلى محاولة إبقاء الغليان البطيء الى ما لا نهاية.
وتنقل يوسف عن الخبراء قولهم إنهم يدركون أن الاستراتيجية السياسية أهم من العسكرية، وأنه ليس هناك تقبل شعبي لإدخال قوات برية إلى العراق، وأن هناك إحباطا من الفساد في الحكومة العراقية، بالإضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة حول مقاربة بديلة.
ويورد الموقع توضيح مسؤول بأنه "رد فعل سياسي، فهم يقومون بما يجنبهم النقد اللاذع". والبعض أكثر صراحة، ويقولون إنه لا أحد يريد استثمار الكثير من الوقت والموارد لإيجاد بديل. ويتساءل مسؤول أمني ثان: "من يريد لجندي أن يعود ميتا أو مبتور الساق أو أسيرا لدى تنظيم الدولة؛ دفاعا عن قوات تهرب من ساحة المعركة؟"
ويذكر التقرير أن البنتاغون لم يقدم استراتيجيات بديلة في محاربة تنظيم الدولة، وحتى أن التحالف الذي تقوده أمريكا لم يرفع من مستوى عملياته عندما قام التنظيم باحتلال مدينة
الرمادي في 18 أيار/ مايو. ومنذ ذلك الحين، قامت قوات التحالف بحوالي ثلاث غارات جوية في اليوم، استهدفت عربات ومواقع المقاتلين، ويصر المسؤولون الأمريكيون على أنهم يضربون متى توفرت لهم المعلومات الكافية.
وتجد الكاتبة أنه مع عدم تغيير سياسة الغارات الجوية، وهروب القوات البرية، فإن تنظيم الدولة قام ببناء السواتر والدفاعات دون وجود عقبات.
وقال أربعة مسؤولين أمنيين لـ"ديلي بيست" إن أي تغييرات بسيطة تقابل بصمت المستسلم. وقال وزير الدفاع أشتون كارتر للصحافيين الأربعاء الماضي، وهو في طريقه إلى سنغافورة، إنه اجتمع بفريقه المتخصص بالعراق، وإن الجيش يدرس طرقا لزيادة فعالية الحملة. وأضاف: "لا أستطيع أن أفصح عن تلك الإمكانات؛ لأنها تحت الدراسة".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بدلا من تغيير الاستراتيجية، فإن الجيش الأمريكي يدرس القيام بتغييرات تكتيكية صغيرة في كيفية القيام بالغارات، بعد طلب العراقيين، وكيف يتم تسليح الجيش العراقي بسرعة. ومن الأفكار التي اقترحها كارتر استعجال تدريب رجال العشائر السنة، وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن، إن أمريكا تسعى إلى تحسين تكتيكاتها، وليس إلى إعادة صياغة استراتيجيتها.
وأضاف وارن أن الجيش مسؤول عن اثنين من الخطوط التسعة في جهود الولايات المتحدة في العراق، التي تتضمن ضغوطا سياسية واقتصادية، ولكن لم تكن هناك إشارات واضحة تدل على أن تلك الخطوط تتم مراجعتها.
وترى يوسف أن سقوط الرمادي لم ينتج عن نقص في القوة الجوية، أو نقص في الأسلحة. وبينما يخشى العراقيون أن تؤثر العواصف الرملية على الغارات الجوية، فإن الأمريكيين يقولون إنه لا صحة لذلك، وأن الجيش العراقي يفوق تنظيم الدولة عددا، ولا دليل على النقص في تسليح جنوده.
ويرجح التقرير أن يكون لتنظيم الدولة مقاتلون مختبئون داخل المدينة، قاموا بتفخيخ العديد من السيارات، بعضها باستخدام قنبلة بحجم قنبلة أوكلاهوما، مستخدمين خطة أربكت القوات العراقية الخاصة.
وينوه الموقع إلى أن نقاد المسؤولين الأمنيين في القيادة المركزية الأمريكية، -وهي المسؤولة عن السياسة العسكرية في الشرق الأوسط-، يشيرون إلى فشل أولئك المسؤولين العسكريين في الإعلان عن خطة لا تتضمن قوات برية، وهو الشيء الذي لن يوافق عليه البيت الأبيض.
وفي لقاء مع الصحافيين قال رئيس الأركان وقائد سابق في العراق، الجنرال رايموند أوديرنو، إنه يصر على عدم إرسال قوات برية إلى العراق "فالمسألة تعود إلى حكومة العراق".
وتذهب الكاتبة إلى القول إن المسؤولين الأمريكيين يقولون علنا إنهم مع وحدة العراق، إلا أنهم يتوقعون بلقنة الوضع العراقي على خطوط طائفية وإثنية. وكان رد الفعل العسكري الأمريكي لاحتلال الرمادي هو إلقاء اللوم على الجيش العراقي، الذي فشل في الدفاع عنها، وقال كارتر في مقابلة مع "سي إن إن" إن الجيش العراقي "فقد الإرادة للقتال".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أنه عندما بدأت الحملة الجوية قبل عام، أدت إلى وقف تمدد تنظيم الدولة، ولكن الأخير طور استراتيجيته بطريقة لا تستطيع الحملة الجوية وحدها احتواءها، وأصبح يخطط بذكاء لمحاربة جيش يفوقه في العدد عشر مرات، كما حصل في الرمادي.