نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية، تقريرا حول أزمة
البطيخ الإيراني في
منطقة الخليج، ورد فيه أن هستيريا الخلافات العسكرية والسياسية بين إيران والعرب انتقلت لتشمل مجالات لم تخطر ببال، ما يعكس عمق أزمة الثقة بين الطرفين.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، إن "البطيخ الأحمر هو آخر ضحايا الخصومة بين إيران وجيرانها
العرب"، فحتى هذا النوع من الغلال الذي يتواجد بكثرة في جنوب إيران، والذي يعد مصدر فخر للإيرانيين نظرا لطعمه المميز، لم يسلم من التجاذبات.
وأضافت أنه في ظل أجواء انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة، بسبب "
عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية في اليمن، انتشرت شائعة تفيد بأن الإيرانيين يقومون بتسميم البطيخ، بعد اكتشاف وجود ثقوب صغيرة فيه.
وقد صرح النائب في البرلمان الكويتي، حمدان العزيمي، قائلا "إن إيران دست مبيدات سامة في هذه الثمار، للانتقام من حملة التدخل العسكري في اليمن".
وذكرت الصحيفة أن المستهلكين في قطر، والإمارات، والمملكة السعودية، توقفوا مباشرة عن شراء هذا المنتج، وامتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بالنظريات والتفسيرات، وكيفية قيام إيران بثقب ثمار البطيخ ثم تغطية الثقوب بالوحل.
وعمق نائب القائد الأعلى لشرطة دبي، ضاحي خلفان هذه الشكوك، بقوله إن "واردات الفاكهة الإيرانية تمثل كارثة صحية"، وقد استفحلت الظاهرة إلى درجة أن السلطات الصحية اضطرت للتدخل.
وأضافت أن الإمارات علقت مؤقتا استيراد البطيخ الإيراني في بداية الشهر الجاري، كإجراء احترازي ضد " الثقوب الغامضة"، فيما استفاد التجار من هذه الأزمة عبر مضاعفة أسعار البطيخ المستورد من بلدان أخرى، من اثنين أو ثلاثة دراهم (ما يقارب نصف دولار) للكيلوغرام الواحد إلى خمسة أو ستة دراهم (ما يساوي دولارا واحدا).
وفي السياق ذاته، قالت إن
السفارة الإيرانية في الإمارات نشرت بيانا أكدت فيه على سلامة شحنات البطيخ الصادرة من إيران، ووصفت هذه الشائعة بأنها محاولة للسيطرة على السوق الزراعية، وبأنها قضية عناد سياسي وتنافس تجاري.
وقالت الصحيفة إن التحليلات المخبرية كشفت أن الثقوب الموجودة لا تتجاوز القشرة الخارجية، وقد تسببت فيها حشرة تهاجم عادة الطماطم، وأكدت عدم وجود أي خطر على صحة المستهلكين.
ولكن الضرر كان قد حصل فعلا، حيث تم إرجاع ست شحنات إيرانية إلى موطنها، وتضررت هذه التجارة كثيرا بفعل هذه الأزمة.