يبدو أن الاستقطاب السياسي الذي تفاقم في المجتمع
المصري بعد انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 لم يعد يعرف حدودا، وبات وسيلة للكيد الأسري، إذ حاول مواطن مصري استغلال الميول السياسية لمطلقته، المؤيدة للشرعية، والمناهضة للانقلاب، في إسقاط
حضانة طفلتهما عنها، متذرعا بصورة للطفلة، نشرتها الأم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهي تلوح، بعلامة"
رابعة"، وقد علت الابتسامة وجهها.
وأبدى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من قيام السلطات بنزع
الطفلة من حضانة أمها، تماهيا مع رغبة الأب، الذي يعمل بائعا، بعد أن لجأ إلى هذه الحيلة الخبيثة، لتحقيق رغبته.
وقال النشطاء إنهم يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا على الأم، ليس فقط من إسقاط الحضانة عنها، وإنما من ملاحقة السلطات لها، بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي لم يشر الأب إليها، ومشاركتها في مظاهرات غير مرخصة، واستغلالها للطفلة في هذه الأعمال!
فقد قام شعبان يوسف البالغ من العمر 37 سنة برفع دعوى قضائية ضد طليقته، أمام محكمة أسرة قسم أول المنصورة، للمطالبة بضم ابنته فاطمة، البالغة من العمر 8 سنوات إلى حضانته، متذرعا بقيام والدتها بنشر صور لها على موقع "فيسبوك"، وهي ترفع علامة رابعة.
وأكد فى دعواه أنه منفصل عن زوجته منذ ما يقرب من خمس سنوات، وكان عمر طفلته وقتها 3 سنوات، وأنه حريص على أن يتقابل مع طفلته بصورة مستمرة حتى يطمئن عليها، لكنه فوجئ منذ فترة قريبة بصورة ابنته على عدد من المواقع التى تنتمي إلى جماعة الإخوان رافعة شعار رابعة.
وقال إنه قام بالاتصال بمطلقته، وسأل عن الصورة، فقامت بتهديده بعدم التدخل في شؤونها، وشؤون الطفلة، وإن لم يفعل فستحرمه من رؤيتها، قائلة له: "ما لكش حكم عليها"، وفق وصفه.
وأشار إلى أنه طلب ابنته لشراء ملابس لها، وفي أثناء ذلك تحدث مع ابنته، فقالت له إنها تشارك مع والدتها في المظاهرات.
وأضاف أنه فوجئ بابنته تقول عن الرئيس الأسبق محمد مرسي (جدو)، وهو ما دفعه إلى التنبيه على الأم بعدم إشراك طفلته فى مثل هذه الأمور، وإلا سوف يتخذ إجراء ضدها، ما دفع الأم إلى منع الطفلة من رؤية والدها، فقام بتحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة السنبلاوين، وضم للمحضر صورة ابنته من صفحة "الفيس بوك" الخاصة بالأم.، وهي تلوح بعلامة رابعة.
وأضاف أن ابنته كانت تخاف عند مشاهدة ضابط الشرطة، وتقول له: "سوف يقتلوني"، فاعتقد أنه خوف طبيعي، لكنه اكتشف قيام الأم بزرع "أفكار متطرفة" في عقل ابنته، وهو ما دفعه لطلب ضمها لحضانته، خوفا عليها، ولأنه لا يأمن عليها في يد أمها.
وأشار إلى أنه قام بأخذ صور من صفحة موقع "فيسبوك" الخاصة بالأم، وصورة من تعليقاتها وأفكارها، لتقديمها في الجلسة المقبلة للمحكمة، كدليل إدانة للأم!
وكان دعاة محسوبون على وزارة الأوقاف المصرية أفتوا بجواز طلاق الزوج زوجته، إذا وجدها تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، باعتبار أنها "إرهابية"، وهو ما أثار حفيظة الرأي العام، ورفض المؤسسات الدينية للفتوى، ما اضطر أصحابها إلى التراجع عنها.