انتقد مؤسس
حزب الله، وأمينه العام الأسبق، الشيخ صبحي الطفيلي، خطاب الأمين العام الحالي للحزب حسن نصر الله، الذي هاجم فيه، الجمعة الماضي، المملكة العربية السعودية وعملية "
عاصفة الحزم" في اليمن، مستغرباً هذا الهجوم في ظل مشاركة الحزب بالقتال إلى جانب قوات النظام السوري.
واستغرب الطفيلي، في مقابلة خاصة مع وكالة "الأناضول" انتقاد نصر الله لعملية "عاصفة الحزم، وهو الذي يمارس ما ينتقده في
سوريا"، متوجهاً له "أنت حزمت قبل أن يحزموا.. وأنت عصفت قبل أن يعصفوا، والكلام الذي وجهته نحوهم سهامه تصيبك".
وتوقع الطفيلي ألا تقوم دول الخليج بردة فعل ضد
اللبنانيين العاملين فيها، أو ضد لبنان، بسبب كلام نصر الله "لأنه في مرات سابقة هددت بالإقدام على مثل هذه الخطوات ولم تفعل"، واصفاً عاصفة الحزم بأنها "عاصفة الذل"، معتبراً أنها "تشبه التدخل الإيراني في سوريا بأنه الذليل أيضاً".
وشدد على أنه "لا يجوز أن نرفع سلاحاً وإسرائيل تحتل القدس"، متسائلاً "أين إسرائيل من هذا الحزم؟"، داعياً إلى "العودة للشعب اليمني لحل الأزمة، والتوجه لصناديق الاقتراع، وعودة الجميع إلى تحكيم العقل وإرادة الشعب".
وانتقد اجتياح جماعة الحوثي للمدن اليمنية "بدل توجهه للانتخابات"، معتبراً أنه "لا أحد اليوم يُغلّب مصلحة الشعب اليمني".
الفتنة الطائفية
وفي السياق، قال الطفيلي إن البعض اليوم "يغذي الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة تحقيقاً لمصالحه السلطوية، وتحقيقاً لمصالح إسرائيل وأمريكا"، معتبراً أن "هذه الأيام التي تشهد حالياً صراعات فيما بيننا، هي الأجمل عند إسرائيل وأمريكا وحلفائهما".
ورأى أن إيران "من المبادرين لهذه السياسة الملعونة، المجرمة، التي اشترك فيها الإيرانيون والكثير من الدول الأخرى"، مضيفاً "أنا عندما أنتقد إيران فهذا لا يعني أن الأطراف الأخرى ملائكة".
ولفت إلى أن سقوط نظام الأسد في سوريا "مرتبط بانتهاء دور بشار الأسد، الذي سيُرحّل عن النظام فور تحقق ذلك"، معتبراً أنه "لا حزب الله ولا إيران ولا روسيا جعلت النظام السوري يستمر حتى اليوم، بل الأمريكيون الذين يريدون تدمير سوريا، التي تزعج إسرائيل".
وأضاف الطفيلي أنه "حين تصبح سوريا رماداً ستأمن إسرائيل لفترة طويلة"، لافتاً إلى أن "الحرب مطلوبة في سوريا من مخططيها، والمطلوب أيضاً عدم انتصار لا النظام ولا المعارضة كي تستمر الحرب، التي لا يعلم أحد متى تنتهي إلا الأمريكيون".
وكشف الطفيلي أن "التململ بدأ يظهر في قاعدة حزب الله، الذي لا يمكنه أن يتحمل الأعباء الكبيرة والهائلة في سوريا"، مشيراً إلى أن الحزب "يحاول أن يخفف من مشاركة شبابه اللبنانيين في هذه الحرب، من خلال تجنيد شباب آخرين"، مشدداً أن الحزب "يتخذ حالياً من تنظيم داعش ذريعة للاستمرار بالتعبئة في قاعدته الشعبية".
ورأى الطفيلي أن من أسَّس تنظيم الدولة "هو النظام السوري"، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية فيما مضى اتهمت النظام السوري بالوقوف خلف تدريب وتجهيز الانتحاريين، الذين كانوا يفجرون المساجد والأسواق في بغداد وغيرها... هؤلاء نفسهم حولهم النظام إلى داعش".
وفي الشأن المصري، استغرب الطفيلي حديث القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ، على مدى اليومين الماضيين، عن الشرعية "في الوقت التي تُزج الشرعية المصرية في السجن"، مشدداً أن الرئيس المصري السابق محمد مرسي "وصل بانتخابات شرعية وبقرار من الشعب، إلا أن الدولة لاحقاً اعتقلت وزُجت في السجون وتعرض الشعب للكثير من الدماء".
وأبدى الطفيلي تخوفه من أن "النظام المصري الحالي يدفع مصر إلى مصير مشابه للمصير السوري، وكأن من يرسم في مصر يريد لها أن تخرج عن طورها لتتفتت وتدمر، حتى يهنأ الإسرائيلي تماماً من شماله ومن جنوبه"، حسب قوله.