اعتبرت صحف موالية للنظام السوري صادرة، الاثنين، أن إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري استعداد بلاده للتحاور مع بشار
الأسد إقرار "بشرعية الرئيس".
وكتبت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات: "مع حلول العام الخامس للأزمة التي تمر بها البلاد (...) خضعت الإدارة الأمريكية للأمر الواقع بأنه يجب عليها إجراء عملية إعادة تموضع لسياستها إزاء الأزمة السورية، ووضعها على الطريق الصحيح، من خلال التفاوض مع الأسد لإيجاد حل لهذه الأزمة".
وأضافت نقلا عن مراقبين: "بدا من تصريحات كيري أن الإدارة الأمريكية اقتنعت أخيرا بعدم تمكنها من إزاحة الأسد من منصبه بالقوة العسكرية، حيث إن الرئيس يتمتع بتأييد واسع من قبل الجزء الأكبر من شعبه"، وفق ادعائها.
وعدّت التصريحات أنها تعكس "فشلا في سياسات الإدارة الأمريكية التي راهنت منذ الأيام الأولى للأزمة على إسقاط الأسد عسكريا أو في الشارع".
وكان كيري صرّح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي أس" الأمريكية السبت، ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد: "حسنا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1".
وتابع: "الأسد لم يكن يريد التفاوض (...) إذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع. نحن نضغط من أجل حثّه على أن يفعل ذلك".
إلا أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية أوضح أن لا تغيير في الموقف الأمريكي، وأن "لا مستقبل لدكتاتور عنيف مثل الأسد في
سوريا".
لكن الصحف السورية رأت في موقف كيري انعطافة في الموقف الأمريكي.
وكتبت الوطن في مقال آخر: "إن موقف كيري بالأمس هو اعتراف (...) بشرعية الرئيس الأسد ودوره المحوري وجمهوره وصموده وشعبيته، وبالتالي ضرورة التفاوض معه لإنهاء الأزمة".
وطالبت واشنطن منذ بداية النزاع في سوريا برحيل الأسد.
وأوردت صحيفة "البعث" الناطقة باسم حزب البعث السوري: "أقر كيري بأن على بلاده التحدّث مع الأسد لإنهاء الحرب في سوريا، الأمر الذي يؤكد من جديد فشل المشروع الصهيوأمريكي بحلته الإرهابية التكفيرية الجديدة ضد سوريا".
وتساءلت صحيفة "الثورة" الحكومية من جهتها، إن كان التفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب في سوريا "اعتراف.. أم تكتيك؟".
وتابعت: "في مفهوم المتفائل، هو انهيار في خطط المتآمرين.. وفشل في تحقيق ما سعوا إليه في سوريا.. وفي منطق المحلل ربما يكون تدوير الزوايا خسر فيه الأمريكي والأوروبي الجولة.. وما قيل تغيير في التكتيك، لا الجوهر".
يشار إلى أنه قتل أكثر من 215 ألف شخص في أربع سنوات من النزاع السوري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.