في ظل تراجع معدلات الدعم لحزب الليكود الحاكم عشية الانتخابات، نظم عدد كبير من قادة الجيش والاستخبارات
الإسرائيليين المتقاعدين مؤتمرًا، مساء الأربعاء، دعوا فيه إلى عدم السماح بإعادة رئيس الوزراء الحالي بنيامين
نتنياهو للحكم مجددًا، على اعتبار أن تواصل حكمه يمثل "خطرًا على أمن إسرائيل".
وشارك في المؤتمر 200 من
الجنرالات الذين خدموا في أفرع الجيش المختلفة والمخابرات الداخلية "الشاباك" وجهاز الموساد، حيث شددوا على ضرورة إحداث التغيير من خلال الانتخابات القادمة.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الموساد شفتاي شفيط، خلال المؤتمر، إن نتنياهو يجيد ممارسة الدعاية أكثر من أي شيء آخر، ولا يتقن فن اتخاذ قرارات شجاعة، مشددًا على أن فشله في مواجهة حركة حماس خلال الحرب الأخيرة كان مدويًا.
وحمّل شفيت نتنياهو بشكل خاص المسؤولية عن فشل إسرائيل خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، قائلاً: "أنت تقف على رأس الهرم القيادي وأنت بالتالي تتحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي لحقت بنا، وليس بإمكانك اتهام الآخرين بما انتهت إليه الأمور".
وتساءل شفيط: "أين الأمن الشخصي الذي بات المستوطنون في محيط قطاع غزة يفتقدونه؟ ولماذا خضعت لحماس وقمت بالإفراج عن 1200 أسير فلسطيني بعد أن كنت تقف ضد مثل هذه الخطوة في الماضي؟".
من ناحيته، قال القائد الأسبق للواء الخامس في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمنون ريشف، إن نتنياهو عمل على تدمير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وفشل في إحباط المشروع النووي الإيراني.
وفي السياق ذاته، قال القائد الأسبق لهيئة أركان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال آشير ليفي، إن سياسات نتنياهو "تمثل خطرًا داهمًا على أمن ومصير إسرائيل".
من ناحيته هاجم الرئيس الأسبق لجهاز "الشاباك"، آرييه فلمان، نتنياهو قائلاً: "ماذا فعلت من أجل منع نشوب الحرب القادمة؟ ماذا فعلت من أجل منع تفجر حرب جديدة مع غزة، التي من المؤكد أنها ستنشب؟".
وشدد فلمان على أن نتنياهو أهدر الذخر السياسي والدبلوماسي لإسرائيل، من خلال افتعال المشاكل مع أوروبا والعالم، ما عظم من نشاط حركة المقاطعة الدولية التي تهدد مصالح إسرائيل السياسية والاقتصادية.
من ناحيته، اتهم المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، أمير أورن، نتنياهو بالتضليل، مشيرًا إلى أن الاتفاق المتبلور مع إيران يخدم المصالح الإسرائيلية، بعكس ما يصور نتنياهو.
وفي مقال نشرته الصحيفة الثلاثاء، شدد أورن على أن الاتفاق يضمن عدم حدوث أي تطور على البرنامج النووي الإيراني لمدة عشر سنوات.
وأشار أورن إلى أن نتنياهو يحاول التغطية على فشله في كل المجالات، عبر إبراز تشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني.
وضرب أورن مثالاً على نفاق نتنياهو وازدواجية معاييره بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن نتنياهو عارض قبل خمس سنوات فرض العقوبات على طهران، وكان يطالب فقط بتوجيه ضربة عسكرية.
وأضاف أنه بعد أن تبين حجم تأثير العقوبات الحاسم على القيادة الإيرانية واتضاح دورها في دفع طهران إلى إبداء مرونة كبيرة في المفاوضات، أخذ نتنياهو يعزو فرض هذه العقوبات إلى قائمة إنجازاته، مشيرً اإلى أن نتنياهو يراهن على ذاكرة الجمهور القصيرة.