تهيمن
غزة ونتائج الحرب الأخيرة عليها، على الحملات الانتخابية للأحزاب
الإسرائيلية، بعكس ما خطط له رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، الذي بدا مرتاحًا أكثر لتسليط الإعلام على مظاهر سلوك زوجته الإشكالي.
وباستثناء حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو، فإن جميع الأحزاب الإسرائيلية تنظر للحرب على غزة على أنها كانت "فشلاً" يحتم معاقبة الشخص الذي قاد إسرائيل اليها "انتخابيًا".
ومن المفارقة، أنه حتى الأحزاب اليمينية التي تشارك في الائتلاف الحاكم وكان قادتها أعضاء في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن الذي أدار الحرب، يحمّلون نتنياهو المسؤولية عن النتائج "السلبية" للحرب.
فقد هاجم وزير الخارجية أفيغدور
ليبرمان، الذي يرأس حزب "يسرائيل بيتينو"، نتنياهو، مشيرًا إلى فشله في الوفاء بأهم تعهد قدمه للناخب الإسرائيلي، وهو القضاء على حركة حماس.
ونقل موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" صباح اليوم عن ليبرمان قوله: "لقد خضنا ثلاث حروب ضد حماس ولم نفشل فقط في القضاء عليها، بل عجزنا عن ردعها".
وعدّ ليبرمان التهديد الأكبر الذي يواجه إسرائيل، "تآكل
الردع" في مواجهة "حماس"، مشيرًا إلى أن إسرائيل قامت بالإفراج عن مئات الأسرى و "من بينهم أقسى القتلة وأكثرهم بربرية"، مشددًا على أن الردع يمثل أهم مقومات الأمن "القومي" الإسرائيلي.
وتوقع ليبرمان أن تكون المواجهة القادمة ضد حركة حماس أكثر قسوة بكثير من السابقة، مشددًا على أن "حماس" تتعلم وتتطور بشكل لافت ومفاجئ.
ودعا ليبرمان إلى سن قانون يجيز فرض عقوبة الإعدام على المقاومين الفلسطينيين، قائلاً: "لا يجوز الإفراج عن الإرهابيين، بل يتوجب تصفيتهم".
وقد تعرض نتنياهو لضربة قوية إثر الكشف عن نتائج استطلاع للرأي العام أجراه "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، الذي دلل على أن 54 بالمائة من الصهاينة يعتقدون بأن حركة حماس هي التي انتصرت في الحرب الأخيرة.
ومما يفاقم من خطورة هذه النتائج بالنسبة لنتنياهو، حقيقة أن المؤسسة التي أجرت هذا الاستطلاع هي مركز الأبحاث الذي يعد الأكثر أهمية ومصداقية في إسرائيل.
وقال ألون بن دافيد، المعلق العسكري لقناة التلفزة العاشرة، إن نتائج البحث تدلل على أن الأغلبية المطلقة من الجمهور الإسرائيلي ترفض تقييم نتنياهو للحرب وتعدّها فشلاً مدويًا، مشيرًا إلى أن هذه النتائج تدلل على عدم ثقة الجمهور الإسرائيلي بالقيادة السياسية التي قررت الحرب وحددت أهدافها.
وخلال تعليق بثته القناة الليلة الماضية، نوه بن دافيد إلى أن نتنياهو وقادة حملته الانتخابية معنيون بأن يتم التركيز على سلوك زوجة نتنياهو، سيما الحديث عن مظاهر البذخ في مقر إقامته العائلية، على اعتبار أن التاريخ دلل على أن الجمهور الإسرائيلي يبدي تسامحًا إزاء مثل هذه القضايا.
وهي بالتالي تنسف أسس الخطاب الأمني الذي يعكف عليه نتنياهو في حملته الانتخابية، ويفقده الأهلية للزعم بأنه الأجدر بثقة الإسرائيليين.