أطلَّ علينا أمس الأول رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال ديمبسي بتصريح غريب مفاده أنه يطالب بالتمهل وعدم التوسع في الغارات لضرب
الإرهابيين في العراق وسورية.. وان القضاء على داعش وأخواتها يجب أن يكون عبر القضاء على فكرهم، تصريحات يخاطب فيها على ما يبدو طيران العراق والإمارات والأردن الذين دكت طائراتهم معاقل داعش وجعلتهم يترنحون أمام هجمات الجيش العراقي وقوات البيشمركة على الأرض.
كما كشف قرار مجلس الأمن الأخير والذي قدمته إسبانيا وأيدته أميركا وفرنسا وبريطانيا ولتوانيا، القاضي بتأجيل السماح للحكومة الليبية الشرعية التي حظيت بموافقة نواب الشعب الليبي وحظيت أيضا بالاعتراف الدولي، بشراء عتاد عسكري متنوع ولكنه ليس متقدما، كشف هذا القرار الغريب أن
الغرب يريد منح قوى الإرهاب من داعش ونصرة وأنصار الشريعة وغيرهم المزيد من الوقت للوصول لآبار النفط وإحكام سيطرتهم على بعض موانئ تصديره.
يأتي هذا لأنهم يدركون أن استيلاء قوى الإرهاب والتطرف ولو على بعض آبار النفط الليبي فإن الحرب هناك لن تنتهي بالمستقبل المنظور، وعندما يجد الإرهابيون التمويل في ليبيا الذي سيصل إلى قياداتهم في العراق وسورية. وهذا ما يسعى له الغرب بجد واجتهاد مشهود تحقيقا للمخطط الماسوني لنشر الفوضى! وإلا كيف يمنعون الجيش الليبي الشرعي من الحصول على احتياجه من السلاح، بينما قوى الإرهاب يأتيها السلاح برا وبحرا وجوا، فقد ملئت الصحارى الليبية بالأسلحة التي تلقيها الطائرات المجهولة من الجو.. وهذا معلوم للكافة إلا الغرب الذي يحارب الإرهاب في وسائل الإعلام فقط لا يدري ويريد منح المفاوضات فرصة؟
واليوم الخميس سيحط السيد جون كيري وزير الخارجية الأميركي رحاله في القاهرة وسيلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي استبق زيارته بلقاء صحافي غاية في الذكاء والحنكة مع قناة سكاي نيوز الأميركية طالب فيه الشعب الأميركي بدعم الشعب المصري في مواجهة الإرهاب، وزاد بدهاء منقطع النظير عندما قال: نريد أن نشعر بوجودكم بجانبنا، الحكومة الأميركية ليست في صف مصر ولكنها أقرب لأن تكون في صف القوى الإرهابية، ومهد لطلبات ستكون على هيئة
دعم عسكري هو واثق بأنه لن يحصل عليه، ولكنه اراد كشف حقيقة مواقف الحكومة الأميركية التي تحارب داعش والإرهاب في وسائل الإعلام ولكنها بالواقع وخلف الستار تقدم له الدعم والتغطية الكاملة.. فشكرا للرئيس السيسي وأرجو الله أن يفتح على قادة الشرق الأوسط كما فتح عليه.
من هذه الوقائع يتضح الدور الحقيقي الذي يلعبه الغرب ما يتطلب من قادتنا الكرام الحيطة والحذر من الدول الغربية وتوثيق عرى التعاون مع روسيا والصين، وتقديم الدعم للدول المنكوبة بالإرهاب المدعوم من إسرائيل والغرب لإنجاز مخطط المحفل الماسوني الخبيث لنشر الفوضى والقتل في الشرق الأوسط.. فهل من مدكر؟
(نقلا عن صحيفة الأنباء)