أوفد الرئيس
اليمني عبد ربه منصور هادي شخصيات مقربة منه، للقاء وزير الدفاع المستقيل، الذي فر قبل يومين من قبضة
الحوثيين إلى مسقط رأسه في مدينة لحج جنوب اليمن، والذي رفض الذهاب إلى مدينة عدن التي باتت عاصمة البلاد بحكم الأمر الواقع، على خلفية شعوره بأن الرئيس هادي خذله عند توليه وزارة الدفاع نهاية العام المنصرم.
وأكد مصدر يمني موثوق أن "الوزير
الصبيحي شعر بخذلان الرئيس عبد ربه منصور هادي أثناء توليه منصب وزير الدفاع، ولذلك يرفض مغادرة مسقط رأسه في لحج، للقاء هادي في مقر إقامته بمدينة عدن جنوبي البلاد".
وأشار إلى أن "الصبيحي كان يتخوف من غدر الرئيس هادي"، وقال: "عندما جرى تعيينه وزيرا للدفاع في أواخر العام الماضي كان يخشى من الرئيس اليمني، أكثر مما يخشاه من الحوثيين، الذي أكد حينها استعداده لمواجهتهم".
لقاء جمع الصبيحي والرويشان
وكشف المصدر اليمني وثيق الاطلاع أن "وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي، التقى قبل مغادرته وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة جلال الرويشان بمنزل هذا الأخير في صنعاء، ليتجه عقب ذلك نحو مدينة مأرب شرق البلاد، حتى وصل إلى مسقط رأسه في مدينة لحج القريبة من محافظة عدن جنوبي البلاد"، منوها إلى أن لقاء الوزيرين يوحي بأنهما "يرفضان القيام بأي دور مساند للحوثيين في هذه المرحلة".
وقال المصدر اليمني الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لــ"عربي21" إن "الوزير الصبيحي طلب قبل خمسة أيام من فراره إلى منطقة الصبيحة في لحج جنوب البلاد من الحوثيين إعفاءه من القيام بأي دور أمني بعد تكليفه برئاسة اللجنة الأمنية التي شكلها الحوثيون".
وبين المصدر اليمني المطلع أن "قادة حوثيين أصروا على أن يمارس مهامه رئيسا للجنة الأمنية العليا التي شكلوها بموجب تكليف من قبل اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي، عقب تقديم حكومة خالد بحاح استقالته في 22 من كانون الثاني/ يناير الماضي".
الصبيحي تعرض للإهانة من حوثيين
وأكد المصدر المطلع أن "الوزير اليمني محمود الصبيحي، تعرض لإهانات متعددة من مسلحين حوثيين حاصروا منزله في صنعاء، قبل أن يأتي القيادي الميداني للحوثيين أبو علي الحاكم وقيادي آخر يدعي خالد المداني، وهما عضوا اللجنة الأمنية التابعة للجماعة، لتقديم الاعتذار عما بدر من مسلحي اللجان الشعبية المكلفة بمحاصرة منزل الصبيحي".
وكان اللواء الصبيحي عضوا في حكومة خالد بحاح التي استقالت في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت، مع الرئيس هادي، تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة على صنعاء في 6 شباط/ فبراير، وحلوا البرلمان، وأقاموا هيئات قيادية جديدة.
وحضر وزير الدفاع اليمني، في السادس من شباط/ فبراير الماضي، بملابس مدنية، مراسم إصدار "البيان الانقلابي" الذي أصدرته جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي باسم "الإعلان الدستوري"، وسط أحاديث عن تعرضهم للتهديد من قبل الجماعة الحوثية.