أطنان من ورق الكتب والمذكرات التي خلفها النصف الأول من العام الدراسي المنصرم جمعتها جمعية "حماية البيئة من التلوث" (منظمة غير حكومية
مصرية)، لتعيد تدويرها بشكل يدوي وتصنع منها أطنانا جديدة من
الورق والهدايا.
وعملية
إعادة التدوير تتم بأيادي أنثوية خالصة من أولى خطواتها وحتى نهايتها؛ فبداية تتولى إحدى العاملات مسؤولية فرز الورق لتتخلص من الدبابيس المعدنية التي يستخدمها الطلاب لتجميع أوراقهم، ولتنقية الورق من مادة الغراء.
بعد ذلك، يتم وزن الورق على ميزان مخصص لذلك لوضع كمية مناسبة منه في ماكينة فرم المستندات، ثم تتولى العاملة نقل الورق المفروم إلى ماكينة العجن، وتزوده بكميات محددة من المياه وتتركه لمدة 20 دقيقة حتى يتحول إلى عجينة ورقية.
في هذه المرحلة من الممكن أن تضاف خامات أخرى إلى الماء والورق المفروم لرفع قيمته. ومن أشهر هذه الخامات الكركديه والعصفر وقشر البصل، وكلها مواد تعمل على تلوين العجينة الورقية بشكل طبيعي لتتعدد استخدامات الورق المصنوع منها بعد إعادة التدوير.
وتضيف العاملة كذلك كمية محددة من قماش الجينز الأزرق إلى عجينة الورق وتتركه في ماكينة العجن لمدة 60 دقيقة كي تكتسب منه اللون الأزرق، وبذلك تصبح الخامة أكثر قوة وعصية على التمزيق.
بعد ذلك تتولى عاملات أخريات مسؤولية نقل العجين الورقي إلى أحواض تشبه أحواض الاستحمام، ويتم تزويدها بقالب منقسم لجزئين، الأول عبارة عن برواز فارغ والآخر مزود بسلك، ويتم وضعهما فوق بعضهما البعض بشكل محكم وتوضع بداخله قطع من العجين الورقي وتترك حتى تتخلص من كمية الماء الزائدة فيه.
ثم تتولى إحدى العاملات مسؤولية رفع القالب عن العجين الورقي وفرده على طاولة، على أن تفصل بين كل ورقة وأخرى بقطعة قماش قطنية، إلى أن يكتمل لديها العدد 100 من الورق، فتقوم بنقلها إلى ماكينة يطلق عليها "المعصرة".
و"المعصرة" ماكينة يدوية تستخدم لعصر الورق وتصفيته تماما من الماء دون أن يؤدي ذلك إلى كرمشته. وبعد خروج الورق من "المعصرة " تتولى عاملة أخرى فرده على ألواح خشبية لمدة 24 ساعة، وذلك حتى لا يتخلل الهواء بين ثنايا الورق ويعمل على تقويسه.
وفي آخر مرحلة يتم فرز الورق لثلاثة أنواع، أولها الورق الخام الذي يباع للرسامين، وثانيها الورق الذي يصلح لكل أنواع الطباعة، وثالثها الذي يستخدم لصناعة منتجات ورقية مختلفة كالكروت وحقائب الهدايا والأظرف، بحسب ما أفادت به عايدة بولس، مسؤولة المبيعات بالجمعية.
وأضافت بولس، أن النوع الأخير من الورق المعاد تدويره يتم نقله إلى غرفة الأشغال، حيث تعكف عاملات أخريات على تنفيذ نموذج رسم "باترون" لكل منتج ممكن تصنيعه من الورق. ويتم تشكيل منتجات الكروت والأظرف وحقائب الهدايا وفقا لهذه النماذج المرسومة. وأخيرا تصبح هذه المنتجات جاهزة للعرض في المعرض الخاص بالجمعية الذي يقصده السياح والمصريون على حد سواء.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الحفاظ على البيئة من التلوث هو الذي دفعهم للتفكير في إعادة تدوير الورق، كونه من المواد التي لا تتحلل ولا يتم التخلص من مخلفاتها إلا بالحرق ما يخلف أضرارا جسيمة بالبيئة، لذلك فقد كانت فكرة إعادة تدويره مثمرة وبسيطة في آن واحد.