في هجوم هو الأعنف على
المعارضة، صب رئيس الحكومة
المغربية، عبد الإله
ابن كيران، جام غضبه على قيادة حزبي "الأصالة والمعاصرة" و"الإستقلال" المعارضين، واصفا قيادات الحزب الأول بـ"السفهاء"، قبل أن يخصص جزءا كبيرا من مداخلته للحديث عن نائب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، وأمين عام حزب الاستقلال حميد شباط.
وأطلق ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، الذي كان يتحدث في لقاء وطني لـ"جمعية مستشاري العدالة والتنمية"، أمس الأحد، أوصافا قاسية بحق إلياس العماري نائب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، حين وصفه بـ"الصعلوك" و"المشبوه بالإجرام" و"زعيم المافيا" و"المشؤوم المعلوم".
وانتقد ابن كيران، في مقر حزب المصباح، هيمنة إلياس العماري على حزب الأصالة والمعاصرة، متسائلا: "لماذا هو من يتحدث باستمرار، ولماذا غُيب الأمين العام للحزب"، قبل أن يجيب بأن "الكل يعرف أنه هو من يسير هذا الحزب، رغم أنه جاء بأمين عام أول، وأزاحه، ثم جاء بأمين عام ثان وأزاحه، ثم جاء بالباكوري"، واصفا هذا الأخير بـ"ولد الناس مسكين، وهو صديقي، ورجل طيب، ونصحته أكثر من مرة يبعد على هاداك المصيبة".
ابن كيران، أضاف أن العماري "ليس لديه قبول في المجتمع، وهو أشبه شيء بزعماء المافيا وليس بالسياسيين النظيفين"، واسترسل بأنه "لا ينبغي لأي صعلوك، مشبوه بالإجرام أن يخوفنا اليوم، نحن لا نخاف، وحتى إذا خفنا فإننا نغالب خوفنا".
وأشار ابن كيران، إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة "كان لديه مشروع مبني على وهم التحكم في الحياة السياسية، وأن تصبح الأحزاب مجموعة من البيادق، حتى أوشكت كماشة كفي التحكم أن تطبق على المغاربة فجاء الله بالربيع العربي، وظهر أن هذا المشروع ضد المغرب ملكا وحكومة وشعبا وسياسة، وغادره الذين لديهم بقية عقل".
وأردف ابن كيران: "هذا الحزب انتهى سياسيا ومات قبل 25 نونبر2011، لأنه لم يبق فيه إلا الجناح المافيوزي، والذين يحلمون في أن يأكلوا من فتات موائد الأحزاب السياسية السابقة. الحالمون، والذين خابت أحلامهم لحد الآن"، وأضاف: "هذا الحزب كان يرتعد منه الميسورون فيعطون أموالهم كرها وكرها، وكان يرتعد منه السياسيون فيتحولون حيث يطلب".
وواصل ابن كيران، هجومه العنيف بالقول: "وجوه المافيا المفزعون الذين يهددون الخاص والعام ويبتزون، كانوا يمضون بالمغرب لعدم الاستقرار، وإلا كيف شبت حركة 20 فبراير، وتدخلهم في الصحراء في كديم إيزيك، وماذا كان المشؤوم المعلوم يفعل هناك؟ ولماذا يتبعه الشؤم في كل شيء؟".
وقال ابن كيران: "نحن لسنا مرضى بـ(السيدا) السياسية، لسنا كغيرنا، ولم نأت لنكون كذابة مع الكذابة، وخصوصا مع اللصوص، وقطاع الطرق مع قطاع الطرق"، وأردف: "أثبتت الأيام بعد ثلاث سنوات من المحاولات الشيطانية التي قادها المشؤوم المعلوم، وحرك فيها أزلامه، بما فيهم قادة بعض الأحزاب السياسية، كما شاء، أنهم لن يصلوا إلى أي نتيجة".
ودعا ابن كيران، إلياس العماري إلى الرد على اتهامات حليفه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن الأموال الطائلة التي يأخذها، ووجه الخطاب للعماري قائلا: "أنت اخترت السياسة وتملك ثروة، أما أنا فلا ثروة لدي في حياتي، أما هو فلديه ثروات لا تعرف مصادرها".
أمين عام حزب الاستقلال، حميد شباط، أكبر حزب معارض في البرلمان المغربي، نال نصيبه من هجوم ابن كيران، حيث طالبه بالكشف عن مصادر ثرواثه التي راكمها أثناء تسييره لمدينة فاس، قائلا: "الآن عليه أن يكشف عن مصادر ثروته، وأين صرفها".
واستهزأ ابن كيران بمحاولة مجابهته بحميد شباط، وقال: "لقد توهموا أنهم بمجرد ما يأتون برجل كثير الكلام، يكونون قد انتهوا من كلام ابن كيران، وهل الكلام يشبه الكلام؟ لماذا كلما تكلم ابن كيران تزعزعوا وتجمعوا وأصدروا البيانات والبلاغات ضدي".
وسجل ابن كيران، أنه من المستبعد أن تحرك الحكومة متابعة للكشف عن مصادر ثراء الاستقلالي حميد شباط، قائلا: "أنا لن أحرك القضاء للكشف عن مصدر الثراء، فإذا فعلت ذلك فلن أجد وقتا للاشتغال، لكن مايهمني أن يعرف الشعب الحقيقة".