ملفات وتقارير

الإخوان المسلمون هل يرون أملا في الملك سلمان

الملك سلمان أكثر تعاطفاً مع الإسلاميين من سابقه عبد الله - أرشيفية
الملك سلمان أكثر تعاطفاً مع الإسلاميين من سابقه عبد الله - أرشيفية
فتح تولي العاهل السعودي الجديد الملك سلمان الحكم في المملكة الباب لبصيص من الأمل بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصريين الذين يعيشون في قطر أن تكون رياح السياسة في الشرق الأوسط بدأت تتحول لصالحهم مما قد يتيح للجماعة مساحة للتحرك.

فالملك سلمان أكثر تعاطفاً مع أصحاب التيار الديني المحافظ من سلفه الملك الراحل عبد الله، كما أن هناك شواهد على أنه أقل عداء للجماعة، غير أن محللين ودبلوماسيين في الرياض يقولون إن أي تغيير في السياسة السعودية تجاه الإخوان، سيكون على الأرجح عند أدنى حد ممكن.

ويبدو أن أعضاء الإخوان في الدوحة بدأوا بالفعل يختبرون مدى استعداد الملك سلمان وفريقه الأمني للتساهل إزاء تجديد نشاط الجماعة هناك، بعد أن مارست الرياض ضغوطاً على قطر.

وقال عضو مصري بجماعة الإخوان يعيش في قطر طلب عدم نشر اسمه، "هناك شعور متنام بالأمل الآن فالأمور تتغير من حولنا مع وصول قيادات جديدة للسلطة، وحان الوقت كي يكون لنا صوت من جديد ونوضح للعالم من نحن فعلاً".

وجماعة الإخوان هي أكثر الجماعات الإسلامية في العالم نفوذاً، وترى فيها بعض دول الخليج خطراً عليها لأنها تتحدى مبدأ نظام الأسر الحاكمة، غير أن قطر فتحت بابها لبعض أعضائها البارزين.

وقادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة معارضة الدعم القطري للجماعة وجادلتا بأنها تمثل خطرا على الاستقرار الإقليمي من خلال أنشطتها في مصر ودول عربية أخرى.

أما الدوحة فتعتبر أن من المستحيل إزالة الجماعة من المشهد السياسي العربي، وتعتقد أن نفوذها واسع لدرجة تحتم ضرورة العمل معها بدلاً من محاولة القضاء عليها، مما كان سبباً في خلاف مرير بين دول الخليج العربية العام الماضي سحبت فيه السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، ولم تعدهم إليها إلا بعد أن أعلنت قطر أنها لن تسمح للإخوان بالقيام بأي أنشطة على أراضيها.

وقال مصطفى العاني المحلل الأمني الذي تربطه صلات بوزارة الداخلية السعودية: "أعتقد أن الموقف العام قد يكون أكثر استرخاء. فمن حيث السياسة العملية لا أعتقد ان السعوديين سيلقون بثقلهم وراء حملة تضييق أو اتخاذ إجراءات".

اتهامات الإرهاب

وقد يكون لأي تحول في سياسة الرياض تجاه الإخوان سواء في قطر أو في غيرها تأثيرات على علاقات المملكة مع مصر، التي يعتبرها الملك سلمان حليفاً أساسياً في مجال الأمن مثلما كان سلفه الملك عبد الله يراها.

فقد أيد الملك عبد الله بقوة الجيش المصري عندما عزل الرئيس محمد مرسي، الذي فاز في أول انتخابات رئاسية تجري في البلاد بعد انتفاضة الربيع العربي.

كما منح العاهل الراحل تأييداً كاملاً لقائد الجيش المصري السابق عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للبلاد في حملة شديدة الصرامة شنها على جماعة الإخوان، في موقف بدا أنه لا يحظى بتأييد شعبي داخل المملكة.

وقد أصدرت محاكم مصرية أحكاماً بالإعدام على مئات من أنصار جماعة الإخوان منذ إعلان السيسي رئيساً للبلاد العام الماضي.

وكذلك أعلن الملك عبد الله الإخوان جماعة غير قانونية قبل عام، وأضافها إلى قائمة الجماعات الإرهابية، وفرض أحكاماً بالسجن لفترات من خمس سنوات إلى 30 سنة لمن يمنح الجماعة تأييداً مادياً أو معنوياً.

وقال دبلوماسي عربي في الرياض "لا أعتقد أن سلمان سيرهن العلاقات مع قطر بقضية الإخوان المسلمين، غير أنني لا أعتقد أيضاً أنه سيغير السياسة السعودية تجاه الإخوان داخل المملكة أو في مصر".

ولم يوضح سلمان حتى الآن الأولويات الرئيسية لسياساته الخارجية، غير أنه في تعديل أجراه الأسبوع الماضي أنشأ لجنة عليا جديدة للقضايا الأمنية والسياسية يرأسها وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.

وأضاف العاني "الأمير محمد يرى الإخوان خطراً على المنطقة كلها، لكنه ليس خطراً وشيكاً أو كبيراً، فهو لا يمثل أولوية بالمقارنة مع قضايا إيران والدولة الإسلامية أو يسهل على الأقل التعامل معه".

التغيير يبدأ برفع الحظر

بدوره، أكد أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة محمد سودان أن "التغيير السعودي الحقيقي يبدأ لحظة رفع جماعة الإخوان المسلمين من قائمة الإرهاب"، مشيراً إلى أن هناك محاولات مع الإدارة السعودية في هذا المنحى مع الإدارة الجديدة.

وأضاف سودان، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن هناك تراجعاً في العلاقات المصرية-القطرية بعد المصالحة، مستشهداً بأن "الإعلام المصري عاد لاتهام وشتم الإدارة القطرية"، موضحاً أن هناك "صمتاً وتحفظاً غريباً من الإعلام المصري تجاه السعودية"، مما يشير إلى تغير في العلاقات المصرية-السعودية كذلك، بحسب تعبيره. 

وأشار سودان إلى محاولات من طرف الحزب تجاه الإدارة السعودية لرفع الحظر، خصوصاً أن "الملك سلمان أعلن في وقت سابق قبل استلامه الحكم أن السيسي قاد انقلاباً"، معتبراً أن "هناك تغييرات في القريب العاجل".

الخطب النارية

وجاء أحد المؤشرات على أن أعضاء الإخوان المسلمين في قطر ربما يشعرون أنهم تحت ضغوط أقل من الشيخ يوسف القرضاوي، المصري المولد الذي يعيش في قطر وتربطه صلات وثيقة بالجماعة.

وكان الشيخ القرضاوي قد توقف عن إلقاء خطبه النارية في صلاة الجمعة عندما ضغطت السعودية والإمارات على قطر العام الماضي، غير أنه بعد يومين من وفاة الملك عبد الله يوم 23 كانون الثاني/ يناير هاجم حكم السيسي "الظالم" في مقطع فيديو ووصف مرسي بأنه رئيس مصر الشرعي.

وقال محلل سياسي قطري طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع إنه "ليس على الملك الجديد أن يرفع الإخوان من قائمة الإرهاب، لكن بوسعه أن يختار تجاهل القرار الذي اتخذ فقط لإرضاء القيادة المصرية".

ويبدو أن الأسرة الحاكمة في قطر تأمل أن ينحاز العاهل السعودي الجديد للدوحة بدلاً من الإمارات ومصر.

وقال مصدر قطري وثيق الصلة بالحكومة "على النقيض من مصر والإمارات تتفهم القيادة السعودية أنه لا يمكنك عزل الإخوان. فالأيديولوجية لا يمكن إزالتها بالقوة. ولهذا من المهم التواصل."

وقال علي حسين بكير المحلل المستقل في منطقة الخليج، إن التحديات التي يواجهها الملك سلمان في الخارج وتتمثل في احتواء العنف في اليمن وسوريا ومحاربة الدولة الإسلامية، تعني أن قطر قد تصبح حليفاً مفيداً للسعودية من خلال علاقاتها الوثيقة بالإسلاميين.

وأضاف "لا أعتقد تحت حكم الملك سلمان أن قطر ستقع في خلاف مع السعودية مرة أخرى خاصة الآن؛ لأن قطر شريك سياسي مفيد في المنطقة".

وقد أبدت الدوحة حسن النية للمساعدة في إنهاء خلافها مع دول الخليج، وكان من بين الخطوات في هذا المجال الضغط على سبعة من كبار الشخصيات في جماعة الإخوان المسلمين لمغادرة قطر في أيلول/ سبتمبر الماضي وإنهاء بث قناة الجزيرة مباشر مصر.

التعليقات (2)
برهوم برهوم
الأربعاء، 02-03-2016 06:45 م
ان الملك سلمان ان لم يواصل على نفس طريقة الامير عبد العزيز تجاه الاخوان المسلمين بالسعودية فان الدولة السعودية المبنية على فكر الشيخ محمد عبد الوهاب ستنهار وسيتم نخرها لان الغاية الاساسية للخوان المسلمين هي اسقاط الانظمة تحت شعار الخلافة الباطنية الباطلة والتمكن من مفاصل الدولة والارتقاء للحكم وقتل المسلمين بعد تكفيرهم فاحذر ايها الملك سلمان واحيي ما ترك سلفك من عقيدة رسول الله التي احياها الشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
حمو
السبت، 07-02-2015 12:48 ص
ومايعلم جنود ربك الا هو المملكة لا تريد ان تهز صورتها امام شعبها و علماءها و الامة الاسلامية حتي لايتسرب الارهاب الي اراضيها