أصاب الخراب والدمار جزءاً كبيراً من المنازل والمحلات التجارية في مدينة
الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد مرور عام كامل على الاشتباكات والمواجهات العسكرية بين "
الدولة الإسلامية" والقوات
العراقية.
ونال
الدمار من
حي الملعب الواقع إلى جنوب من مدينة الرمادي، ولم يتبق منه شيء سوى ركام المنازل المدمرة التي سويت بالأرض، نتيجة البراميل المتفجيرة التي تلقيها الطائرات الحربية العراقية باستمرار.
يقول وليد العلواني "أبو هدى" (45 عاماً)، الذي يسكن حي الملعب منذ 15 سنة، في حديث لـ"عربي21": "عدت إلى منزلي في الحي بعدما اتصلت مع صديق لي ما زال يسكن هناك، وسألته فيما إذا كنت أستطيع العودة إلى منزلي وآخذ بعض الحاجبات منه، وعندما طمأنني وعدت. أصبت بصدمة كبيرة، لأن الدمار كان يلف الحي من الجهات كلها، والمنازل الجميلة التي تركناها دُمرت بالقصف بواسطة المدفعية والطيران الحربي والمروحيات، وأولها بيتي الذي طاله الدمار".
يتابع: "فكرت حينها بالانتقال إلى شارع أو حي آخر ضمن مدينة الرمادي، لكن المشهد كان ذاته: جدران مهدمة ومساجد دون أسوار، وحفر تتخلل الشوارع بفعل قذائف الهاون والصواريخ، كما تملأ طلقات الرصاص الفارغة جنبات الطرق، لكن المشهد الأبرز من بين هذا الركام والأحجار المتناثرة، كان بقاء النخيل شامخاً مع نمو أشجار البرتقال".
ولم ينس أهالي حي الملعب المدمر ذكرياتهم في كل شارع في هذا الحي، الذي يعد معقل المسلحين في الرمادي، والذي ما زال عصياً على القوات الأمنية العراقية على الرغم من صغر مساحته، إذ يشهد عمليات عسكرية ويتعرض لضربات جوية.
من جانبه، يقول ثامر محمد، في حديث لـ"عربي21": "لا يزال حي المعلب وهو مدمر حي في نفوسنا، فالذكريات لا تفارقنا، ونتذكر كيف كان الحي يضج بالحياة قبل أن تشهد مدينة الرمادي المعارك.. كان الأهالي يعيشون في راحة وسلام ".
ويضيف محمد (26 عاماً) أن "آثار الخراب ظاهرة في الحي الذي لم يغادره، وأن أمنيته أن تتوقف العمليات العسكرية بسرعة حتى يعود ضجيج الحياة، وحملات الإعمار، لتفتح أبواب المدارس المهدمة أبوابها ثانية لاستقبال الطلبة، وتعود العائلات التي هجرت منازلها".