أهالي الغوطة المحاصرة يحصلون على الغاز والوقود بطرق بدائية

قد لا يتخيل المرء أن روث الحيوانات في القرن الواحد والعشرين قد يكون مصدراً للتدفئة والطاقة، ولكنه كذلك بالفعل في الغوطة الشرقية التي أطبق النظام السوري الحصار عليها منذ نحو عامين.

فلم يستسلم الأهالي لبرد الشتاء وانعدام الوقود، بل كانت لهم مبادرة نوعية تمكنوا من خلالها من الحصول على ما يعينهم على مقاومة البرد من خلال استخدام مخلفات الحيوانات، وفق القاعدة: "الحاجة أم الاختراع".

يقول الناشط أبو عماد من الغوطة الشرقية، في حديث لـ"عربي21": "منذ عامين وحتى اللحظة تعاني الغوطة من انعدام المحروقات بشكل نهائي. ففي البداية هرع الأهالي إلى استبدال المحروقات بمادة الحطب للتدفئة والطبخ، وعندما طال وقت الحصار وخوفاً على قطع الأشجار وتصحر الغوطة، لجأوا إلى روث الحيوانات وتجفيفها وصناعتها بشكل قوالب لكي لا يكون الحطب فقط هو المادة الرئيسية المستخدمة للتدفئة".

ويبين أبو عماد أن روث الحيوانات لم يكن في مقدمة اختراعات الأهالي بهدف الحصول على التدفئة، حيث لجأوا أيضاً لاستخراج المحروقات من مادة البلاستيك، واستخدموا في ذلك الأحذية القديمة والمواد البلاستيكية الأخرى، وخاصة بلاستيك خزانات المياه التالفة بفعل القذائف ورصاص القناصين. وبالفعل، حصلوا على مادة البنزين للسيارات والمازوت للمولدات والكاز لبوابير الطبخ، مؤكداً أن هذه المواد المستخرجة تعمل بشكل جيد وبكفاءة عالية.

وتحدث أبو عماد عن استخراج غاز الميثان أيضاً، حيث يتم حفر حفرة يوضع بها روث الحيوانات وتغطى بالنايلون، وبفعل حرارة الجو تفرز غاز الميثان الذي يشغل المحركات لتوليد الكهرباء المقطوعة منذ ثلاثة أعوام بشكل كامل عن الغوطة الشرقية.

وبحسب الناشط أبو عماد، فإن البحث عن الطاقة البديلة أصبح ثقافة عامة لدى أهالي الغوطة الشرقية، والبحث عن التطوير والتحديث ضمن الإمكانيات المتاحة يعتبر هم الكثيرين اليوم، كما أن هناك الكثير من الأبحاث يقوم عليها بعض الشباب سينتج عنها اختراعات مهمة مع الأيام.

ومن الجدير بالذكر أن الغوطة الشرقية ليست منفردة بهذه الابتكارات، فأغلب المناطق المحاصرة أحدثت تجارب مهمة للتغلب على الحصار كصناعة السيروم الدوائي، ومقويات الإشارة للحصول على تغطية شبكات الهاتف، وغيرها الكثير من الابتكارات.