كشفت
دراسة إسرائيلية، حول مستوى العمليات
الانتحارية في العالم، حدوث زيادة نسبية شهدها عام 2014 الماضي.
وتقول الدراسة إن معظم العمليات الانتحارية نفذت في منطقة الشرق الأوسط، ولكن الباحثين وجدوا زيادة نسبية لها في مناطق أخرى من العالم الإسلامي، بينها نيجيريا.
وتعزو الدراسة الزيادة إلى الأعمال التي تقوم بها المنظمات غير الدولية، خاصة تنظيم
الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى ضعف الحكومات المركزية، والبعد الديني في الصراعات الجارية الآن.
ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن الدراسة أن مجموع الهجمات الانتحارية التي شنت العام الماضي 592 هجوما، أي بزيادة 94% عن عام 2013.
وبحسب الدراسة، التي أعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فقد أدت الهجمات الانتحارية إلى مقتل 4400 شخص مقارنة بـ 3200 شخص قتلوا في عام 2013.
وتوصلت الدراسة إلى نتيجة، وهي أن "غزو الدولة الإسلامية لكل من العراق وسوريا، الذي تبعه في منتصف عام 2014 إعلان أبو بكر البغدادي عن الخلافة، أدى إلى تصاعد كبير في العنف بسبب اعتماد التنظيم الواسع على العمليات الانتحارية".
وتقول الصحيفة إنه بالتأكيد، فقد مثلت العمليات الانتحارية في العراق نسبة ثلاثة أرباع الهجمات في الشرق الأوسط كله. ويعد عام 2014 أسوأ عام شهده العراق من ناحية العمليات الانتحارية منذ عام 2008. ونفذت في سوريا 41 عملية انتحارية، وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن ربعها.
ويبين التقرير أنه في ظل انتقال عدوى الحرب الأهلية في سوريا إلى لبنان، فقد أدى هذا لتضاعف العمليات الانتحارية، ليصل العدد إلى 13 عملية. وفي ليبيا نفذت 11 عملية انتحارية.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي استخدم فيه أسلوب الهجمات الانتحارية أسلوبا في الحرب، واستخدمه نمور التاميل في سريلانكا، حيث استخدموا الأحزمة الناسفة والانتحاريات، إلا أن الجماعة السريلانكية هزمت عام 2009. وأصبح الأسلوب مرتبطا بالجماعات المقاتلة في الشرق الأوسط، والدول غير العربية مثل أفغانستان ونيجيريا.
وتلاحظ الدراسة تضاعف العمليات في أفغانستان ونيجيريا، اللتين نفذ فيهما 32 عملية انتحارية. وتضاعف عدد العمليات التي نفذتها نساء إلى ثلاثة أضعاف، ونفذت كلها في أفريقيا.
ويلفت التقرير إلى أن
غزة لم تشهد أي هجمات انتحارية في العام الماضي، مع أن دراسة مسحية قام بها معهد "بيو" للاستطلاعات وجد أن أهل غزة يدعمون الهجمات الانتحارية أكثر من دول عدة. ورأى المشاركون في الدراسة أن الهجمات مبررة في حالة الدفاع عن النفس ضد أعداء الإسلام.
وتجد الدراسة الإسرائيلية أن الهجمات التي ينفذها انتحاريون لم تنجح في ضرب أهداف أجنبية إلا بنسبة 3%، مع أن منفذيها ينظر إليهم شهداء وأبطالا.
وتذكر الصحيفة أن بعض الأكاديميين، ومنهم الباحث في العلوم السياسية في جامعة شيكاغو روبرت بيب، يرون أن أسلوب الهجمات الانتحارية أصبح معروفا ومستخدما بشكل واسع من المنظمات المسلحة؛ لأنه يعد وسيلة فاعلة ضد الجيوش الأجنبية.
وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى أن من بين 188 هجوما انتحاريا حللها بيب، ونفذت في الفترة ما بين 1980 -2001 وجد أن كلها، إلا تسع عمليات، نفذت في سياق تحقيق أهداف سياسية وتحرير الوطن. ويربط هذه العمليات بالانسحاب الفرنسي والأمريكي من لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي. وكذلك انسحاب إسرائيل من لبنان وغزة وأجزاء من الضفة الغربية، وإطلاق سراح زعيم كردي في تركيا.