أصيب جيش الاحتلال بحالة من الإرباك الشديد، عقب بث كتائب
القسام مقاطع فيديو حصلت عليها باختراق لحواسيب الجيش الإسرائيلي، فيما وصف موقع "والا" العبري حالة قادة سلاح الجو في جيش الاحتلال بـ"الهستيرية".
ونشرت حركة
حماس خلال الأيام الماضية، مقطعي فيديو، قالت إنها استولت عليهما من حواسيب تابعة للجيش الإسرائيلي، وأظهرا مشاهد من عمليات نفذتها كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، الأمر الذي دفع قائد جيش الاحتلال بيني غانتس لتشكيل لجنة تحقيق خاصة للكشف عن الجهة التي تسببت بهذا الإخفاق الأمني.
اختراق غير مسبوق
المختص في الشأن الصهيوني، ناجي البطة، قال إن
تسريبات "القسام" أربكت المشهد الأمني الصهيوني، وخاصة ما يتعلق بشعبة التنصت التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان"، موضحاً أن هذا الاختراق "غير مسبوق في تاريخ الجيش الاسرائيلي وأرشيفه".
وأضاف البطة لـ"عربي21" أن ما حصل "سينعكس سلباً على
نتنياهو، الذي سيُعدّ فاشلاً في الحرب، ميدانياً، واستخباراتياً، وسياسياً، وأمنياً".
وزاد أن الجيش الإسرائيلي "عندما كان ينتصر كان يسرّب انتصاراته، وعندما ينهزم أو يتكبد الخسائر فإنه يحاول التغطية على خسائره، وذلك للحفاظ على معنويات جنوده"، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية قامت بـ"إخفاء حقيقة مجريات معركة العصف المأكول بشكل كامل".
وقال إن التسريبات التي بثتها كتائب القسام "فنّدت الرواية الإسرائيلية حول حرب العصف المأكول"، معتبراً أن "الإعلام المقاوم" تجاوز في صدقه كل "أكاذيب الإعلام الصهيوني الذي كان في فترة سابقة يتحدث بشيء من المصداقية".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أثناء الحرب الأخيرة على غزة؛ أن المقاومين الذين قدموا من خلال البحر تم قتلهم مباشرة دون أن يتمكنوا من الدخول لليابسة، لكن التصاوير المسربة أثبتت أن أفراد "القسام" خاضوا اشتباكات مسلحة، وتمكنوا من تفجير دبابة إسرائيلية من على مسافة "صفر".
وأضاف البطة أن "التسريبات أثبتت جرأة المقاومين التي لم يُسبق لها مثيل في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية، بل في تاريخ حروب العالم"، مشيراً إلى مشهد حي لمقاوم وضع عبوة ناسفة في دبابة ثم عاد أدراجه، فيما تظهر الدبابة وقد انسحبت بعد انفجار العبوة فيها، من دون أن تطلق النار على أفراد المقاومة.
وتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي؛ أن تبث كتائب القسام تسريبات أهم من السابقة قبيل الانتخابات الإسرائيلية، "ستهز المجتمع الصهيوني، وتُسقط نتنياهو الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تآكل شعبيته، فبعد أن وصلت نسبة تأييده إلى 80 بالمئة، بدأت تتقلص إلى 65 ثم 40 ثم 30 ثم 25 بالمئة".
رسالة للداخل
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، د. عدنان أبو عامر، إن التسريبات أثبتت "قدرة المقاومة على توفير مادة وثائقية تكشف حقيقة الرواية الفلسطينية".
وأضاف أبو عامر لـ"عربي21" أن الرأي العام الإسرائيلي "يعاني أزمة مع الحكومة الإسرائيلية حول اتخاذ القرار ببدء الحرب أو وقف إطلاق النار"، متوقعاً أن تعمل التسريبات على "زيادة الأزمة داخل المجتمع الإسرائيلي".
واستبعد أن يكون لهذه التسريبات "دور كبير في طبيعة اتخاذ أي قرار عسكري إسرائيلي قادم"، مضيفاً أن "همّ الاحتلال سينصبّ على عدم تكرار الإخفاقات التي أظهرتها التسريبات في المواجهات القادمة".
ورأى أن التسريبات "موجهة بالدرجة الأولى للرأي العام الفلسطيني الداخلي"، مشيراً إلى أن "حركة حماس ترغب في تكثيف البعد الشعبي خلف خيار المقاومة، بعد أن انتهت الحرب الأخيرة دون أن تأتي بنتائج إيجابية سياسية على أرض الواقع".
وكانت قناة "الأقصى" الفضائية، قد عرضت مساء السبت الماضي، مشاهد فيديو جديدة، احتوت على ما يُعتقد أنه تصوير جوي من طائرات استطلاع إسرائيلية، لمقاتلين ينتمون لكتائب القسام، خلال وجودهم داخل الأراضي الإسرائيلية، في المنطقة المحاذية للقطاع، خلال عودتهم بعد تنفيذ عملية عسكرية في بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
وقالت الفضائية إن الفيديو يعود لعملية وقعت يوم 19 يوليو/ تموز الماضي، حيث نفذت كتائب القسام، عملية وصفتها بأنها "خلف خطوط العدو"، حينما اقتحمت موقعا عسكريا إسرائيليا يعرف محلياً باسم "موقع أبو مطيبق"، شرق قطاع غزة، بواسطة نفق تحت الأرض.
كما أظهر مقطع فيديو مدته 5 دقائق ونصف، نشره موقع مقرب من حماس يدعى "مجد" الخميس الماضي، مقاتلين يشنون عملية داخل قاعدة زيكيم العسكرية الإسرائيلية الواقع شمال قطاع غزة، في التاسع من شهر يوليو/ تموز الماضي.
ويظهر الفيديو اشتباكاً مسلحاً مباشراً بين المقاتلين الفلسطينيين، وقوات إسرائيلية، من مسافة قريبة للغاية.