رفضت قوي سياسية معارضة رؤية حزب
مصر القوية الذي يترأسه المرشح الرئاسي الأسبق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، للخروج من الأزمة، لإدارة المرحلة الحالية في البلاد، والتي احتوت على 5 بنود أساسية خاصة بالرقابة والتشريع والإعلام ومكافحة الإرهاب والحقوق والحريات وسياسة الإدماج، بعد فتح آليات جادة للحوار بين أطراف الأزمة.
حاتم أبو زيد، المتحدث باسم حزب الأصالة والقيادي بتحالف دعم الشرعية،:" هذا أمر مثير للسخرية والاشمئزاز، ومن الطبيعى أن تصدر مثل هذه
المبادرة من حزب شريك أساسي في الانقلاب، فمصر القوية كان أحد القوى الداعمة لمشروع 30 يونيو الانقلابي، وقد كان على بعد ثلاثة أشهر منهم انتخابات برلمانية تضمن كل ما يشترطونه وزيادة، ولكنهم انقلبوا على المسار الذي ينادون به الآن".
وذكر – لـ"عربي 21"- أن هذه المبادرة أهدرت حق ملايين المصريين في تغيير النظام، وإقامة نظام على أسس الشورى والحرية والعدل، كما أنها أهدرت دماء الآلاف الشهداء، وهو الأمر الذي لن يتخلى عنه الشعب المصري.
وأردف :"رؤيتهم من جهة المبدأ تتضمن اعتراف بالمنظومة الإجرامية التي تستولى على البلاد بمفهوم القوة وشرعية التعذيب والتواطؤ مع الخارج، وإن كان لدى حزب
مصر القوية مشكلة انتخابية فليحلها مع نظامه بعيدا عن الثورة وقوى الإصلاح والحرية التي تسعى لإسقاط النظام".
كما هاجم مصطفي البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، مبادرة "مصر القوية"، قائلا:" طبيعة المعارضة المدجنة أنها تناضل دائما من أجل تحسين شروط العبودية، أما التحرر من الرق والتخلص من الذل فليس ضمن أهدافهم ولا يتحركون من أجله، لأنهم يعلمون ضريبة ذلك الطريق، وهي ضريبة غالية لا يتحملها إلا أصحاب المبادئ الذين أعلنوا استعدادهم للبذل والتضحية من أجل مبادئهم وأهدافهم".
واستطرد :"هؤلاء بعدما أتوا بالديكتاتور ووضعوه في سدة الحكم ثم صنعوا منه فرعونا، يحاولون الآن تجميل صورته بشيء من المعارضة الكرتونية التي تطالب المجرم بأن يقلل من إجرامه، ويقولون للص لا تسرق كثيراً ويكفيك القليل من السرقة، وهدفهم الأساس هو إضفاء الشرعية على نظام ساقط فاقد لأدنى درجات القبول داخل مجتمعه".
من جهته، رأي الدكتور محمد شريف كامل، المتحدث باسم المجلس الثوري، أن هذه المبادرة تتحدث عن بلد غير مصر التي تقع تحت الحكم الذي وصفه بالفاشي والمستبد، لافتاً إلي أنه لا يشكك في وطنية حزب مصر القوية.
وتابع – لـ"عربي 21"- :" القائمين علي هذا التصور يحلمون بالقرية الفاضلة التي قد تحل على مصر يوما دون جهد أو عمل، ويتناسون الواقع، فما نشر عن تلك المبادرة ليست إلا محاولة لكسر صمتهم، فالمبادرة تعترف بالانقلاب كنظام يصلح التحاور معه، أو حتى منفتح لهذا الحوار، وتقر أن الصراعات الصفرية ليست حلاً، إلا أن الانقلاب ينفي ذلك ويتمادى في إجراءاته الإقصائية والقمعية".
وذكر أن المبادرة تتحدث عن مبادئ سامية مثل الديمقراطية والحقوق والحريات، وإقامة نظام ديمقراطي مدني حقيقي قائم على تبادل السلطة السلمي، ولكن تبدو الصورة مشوشة لدى طارح المبادرة، فهو يطرحها على "انقلاب عسكري فاشي".
وأضاف "كامل" :" هم يتحدثون عن الثورة وأعينهم على إصلاح محدود قد يعود بهم لما هو شبيه بالوضع في 24 يناير 2011، بينما نحن نتحدث عن المستقبل وعن واقع الثورة الذي لم يخمد منذ 25 يناير 2011 وحتى يومنا هذا".
ودعا المتحدث باسم المجلس الثوري "مصر القوية" إلي أن يعيشوا ويمارسوا مبادئهم وألا يتعجلوا العمل السياسي كما تعرفه النظم الديمقراطية، وأن يعودا لساحة الحراك الثوري يد بيد مع رجال مصر ونساءها وشبابها وأطفالها الثوار على الأرض، حتى يحققوا سويا المدينة الراشدة بجهدهم.
وقال الدكتور ثروت نافع، وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى السابق وأحد أبرز الشخصيات الموقعة على وثيقة بروكسل لتوحد ثوار 25 يناير، :" هذه الرؤية تذكرني بنداءات الإصلاح إبان فترة مبارك من معارضيه المحدد لهم مساحه معينة لا يتجاوزوها".
وأضاف – لـ"عربي 21"- أنه لا يري فيها أي مبادرة، ولكن استغاثة إصلاح من نظام مستبد، ورؤية ثبت فشلها منذ أن روج لها نظام مبارك والمجلس العسكري بأن إصلاح المؤسسات وخاصة الأمنية يأتي من الداخل، هذا خلل وعدم استيعاب لما حدث ويحدث الآن.
ودعا نافع "مصر القوية" للعودة لصفوف الثورة الأولي وعدم الوقوع في فخ أن يكونوا معارضة لتجميل وجه نظام فاسد وفاقد لشرعيته.
وأعلن أحمد عبد الجواد، رئيس حزب البديل الحضاري، رفضهم لهذه المبادرة شكلاً وموضوعاً، لأنها "تكرس للانقلاب وتعطى شرعية لاستمراره".
وأبدى الدكتور ياسر صديق، المتحدث باسم مجلس أمناء الثورة، انزعاجه البالغ واستنكاره الشديد للمبادرة، واعتبرها "سقطة جديدة للحزب وتشكل طعنة واضحة لدعوات الاصطفاف خلف لواء ثورة 25 يناير"، داعيا "مصر القوية" إلى سحب مبادرته فوراً.
فيما رفضت قيادات بحركتي شباب 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين التعليق علي المبادرة، مؤكدين أنهم لم يحددوا موقفا بشأنها حتي الآن.