تتسع يوما بعد يوم جبهة معارضي الانقلاب في
مصر، وتدخل شرائح وشخصيات جديدة دائرة المعارضة.
وكالعادة يختلف المعارضون حول سبل وأدوات كسر الانقلاب، لكنهم ينقسمون فريقين رئيسيين حول مسألة عودة الرئيس محمد
مرسي.
الإخوان المسلمون وحزبهم الحرية والعدالة وتحالف الشرعية والمجلس الثوري والثوار في الشوارع ينادون بعودة مرسي.
فيما حركات شبابية؛ 6 ابريل وحركة "الاشتراكيين الثوريين" ونشطاء وشخصيات مؤثرة يرفضون مبدأ عودة مرسي، ويمكن لهذه الدائرة أن تتسع في الأيام القادمة.
ويصعب تخيل نجاح تلك القوى في كسر الانقلاب ما لم تجد صيغة للتوحد فيما بينها.
ويبدو أن عودة مرسي نقطة خلاف رئيسية بين تلك القوى، وهي تعبر في الحقيقة عن أزمة ثقة وقبول بين الطرفين.
الطرف الأول هو الذي يتخذ خطوات ميدانية لكسر الانقلاب ببقائه في الشارع وتقديمه الشهداء والمصابين أسبوعيا، والطرف الثاني يكتفي حتى الآن بالتعليق والتنظير وكشف عورات الانقلاب (وهو ميدان لا يقل خطورة عن التظاهر في الشارع)، لكنه يطالب بشدة بأن يسقط الطرف الأول مسألة عودة مرسي من حساباته حتى يتوحد الصف الثوري.
ولأن المسألة في جوهرها مسألة ثقة، فإنني أود أن أطرح سؤالا على معارضي الانقلاب رافضي عودة مرسي يمكن أن يساهم في توحيد الصف الثوري.
فيما لو توحدت الصفوف ونجحت الثورة وسقط الانقلاب، وحصلت انتخابات رئاسية، هل تقبلون بمبدأ أن للإخوان الحق في ترشيح رئيس غير محمد مرسي؟ وإذا ما فاز الرئيس الإخواني هل تتعهدون بعدم التحريض والتأليب عليه؟ والالتزام بمعارضته وفق قواعد اللعبة الديمقراطية إذا لم تريدوا التعاون معه؟
ويقال هذا في الانتخابات التشريعية، هل تقبلون بمبدأ أن للإخوان الحق في تشكيل قوائم انتخابية تمكنهم من الوصول للأغلبية؟
والسؤال الآخر هو كيف تنظرون إلى الحوادث التي حصلت في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة والفتح ورمسيس بعد الانقلاب؟ هل تعدون من قتل فيها شهداء؟ وهل هي جرائم يجب أن يلاحق مرتكبوها وجميع الذين خططوا وأمروا ونفذوها أمام محاكم ثورية؟
أعتقد أن إجابة صريحة وعلنية على هذه التساؤلات يمكن أن تساعد في فهم أفضل بين الطرفين، وإذا ما كانت الإجابة بـ(نعم)، فيمكن أن يساهم هذا في تفهم أنصار مرسي للموقف الرافض لعودته، ويساعد في تقارب الطرفين.
وإذا ما كانت الإجابة بـ(لا)، لا سمح الله، فاتركوا الثوار على الأرض وشأنهم، ولا تكسروا مجاديفهم ومجاديف من يناصروهم، ولا تطالبوهم بطلبات ستفرق الصف أكثر وأكثر، وتمنوا لهم أن يكسروا الانقلاب ويعيدوا الحرية للمصريين.