طالب المرجع الشيعي محمود الحسني
الصرخي حكومة رئيس الوزراء
العراقي حيدر العبادي بتحرير
القضاء العراقي من قبضة المؤسستين الدينية والسياسية، بعد الأحكام على 41 من أنصاره بالسجن المؤبد، كما جدد مطالبته بمحاكمة رئيس الوزراء السابق نوري
المالكي وأعوانه على خلفية الجرائم التي ارتكبها بحق العراقيين، بحسب تعبيره.
وتحدث الصرخي عن "أساليب قذرة" يستخدمها القضاة والضباط في المحاكم أدت إلى ضياع مصير آلاف الناس وعائلاتهم، وانتكهت حقوقهم، متهماً القضاء بـ"الرضوخ للسياسة التي أدت إلى اتهام آلاف الأبرياء، بينما يبرئ في الوقت ذاته آلاف المجرمين".
وحمّل الصرخي، في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه، القضاة العراقيين والضباط والقياديين في الدولة مسؤولية بقاء الأبرياء في السجون وترويع عوائلهم، موضحا أن قتل أتباعه والتمثيل بجثثهم وأخيراً الحكم على 41 منهم بالسجن المؤبد؛ يأتي في إطار تسييس القضاء العراقي.
إلى ذلك، نظم أتباع المرجع الصرخي في أربع محافظات جنوبية، بالإضافة الى العاصمة بغداد، وقفات أحتجاجية ومسيرات حملت شعار "القضاء العراقي في قبضة المؤسسة الدينية والسياسية"، طالب فيها المحتجون بتدخل أممي في سير المحاكمات العراقية لكي يطلع العالم على كيفية سير القضاء والأحكام الصادرة منه.
وقال الشيخ حافظ الياسري، من مكتب الصرخي، إن أتباع المرجع في محافظات ميسان والنجف وواسط والديوانية، فضلاً عن العاصمة، بغداد نظموا وقفات احتجاجية على أحكام السجن المؤبد التي أصدرتها محكمة كربلاء بحق 41 من زملائهم الذين اعتقلوا عقب هجوم قوات المالكي على أتباع الصرخي في محافظتي كربلاء والناصرية في تموز/ يوليو الماضي.
وأضاف الياسري، في حديث خاص لــ"عربي21"، أن "المحتجين طالبوا رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتحرك لاجتثاث الفاسد الواضح في القضاء العراقي، ومحاسبة رئيس مجلس القضاء العراقي الصامت على كل ما يرتكبه السياسيون من سرقات وجرائم"، مشيراً إلى أن المتظاهرين طالبوا أيضا بإنهاء حالة تحكم المؤسسة الدينية بمفاصل القضاء العراقي.
وتابع الياسري: "المذبحة التي حصلت بحق مقلدي وأتباع السيد الصرخي من قتل وحرق جثث وسحلها، فضلاً عن التعذيب والتغييب القسري، تمت على خلفية تهمة واحدة وهي اتباع المرجع الصرخي، والاعتقاد بوسطية وتسامح منهجه، وقال إن" جميع الأعمال التي ارتكبت بحق الصرخيين كانت بموافقة وإمضاء جهات دينية في النجف"، في إشارة الى مرجعية
السيستاني.
إلى ذلك، أكد علاء العذاري، وهو من مقلدي الصرخي في منطقة الشعب شمال العاصمة بغداد، إن أحكام السجن المؤبد الصادرة بحق أتباع المرجع في مدينة كربلاء جاء استجابة لمرجعية النجف ووكيلها عبد الهادي الكربلائي ومحافظ مدينة كربلاء عقيل الطريحي الذي يعد من أشد المقربين للمالكي، مشيراً إلى أن هولاء هم أكثر من يعادي أبناء الخط الصرخي.
ودعا العذاري، في تصريح خاص لــ"عربي21"، إلى تخليص القضاء العراقي من سطوة وهيمنة المؤسسة الدينية التي باتت تستخدمه في تصفية الخصوم ومن تعتقد بأنهم منافسون لها، مشدداً على أن إصلاح القضاء وتخليصه من الرموز السيئة يجب أن يكون في مقدمة أولويات رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد خلصت في تقرير لها في شباط/ فبراير الماضي إلى أن القضاء العراقي المبتلى بالفساد يستند في أحكام الإدانة الى اعترافات منتزعة بالإكراه، وأن اجراءات المحاكمات التي يقوم بها تفتقد إلى المعايير الدولية.
يذكر أن المرجع الصرخي أفتى في شهر تموز/ يوليو الماضي بتحريم رفع السلاح ضد أبناء المكون السني، كما هاجم فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع علي السيستاني وأكد بطلانها، ما تسبب بحملة عسكرية حكومية على أنصاره في كربلاء والناصرية، أسفرت عن مقتل العشرات منهم واعتقال نحو ألف شخص، بحسب إحصائيات مكتب الصرخي.
وبعد فترة اختفاء دامت ثلاثة أشهر، عاد الصرخي ليخاطب أتباعه برسالة صوتية هي الأولى منذ أحداث تموز/ يوليو، أوضح فيها أن مهاجمته كانت بسبب رفضة فتوى التقسيم والتقاتل بين الطوائف والمسلمين وأبناء العائلة الواحدة، بينما جدد مهاجمته لإيران، التي قال إنها ستتشظى وتنتهي وتنهار أسرع من انهيار الموصل أمام "الدواعش". وختم رسالتة بالقول: "الرهان على إيران خاسر وستشهد الأيام".