اعتزم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهرونوفيتش تقديم مشروع قانون يعتبر المرابطين في
المسجد الأقصى تنظيما محظورا، فيما يعتبر رجال قانون
فلسطينيين هذا المشروع مقدما "تحت مبرر أمني لا إسناد قانونيا له".
يأتي هذا في أعقاب اعتقال شرطة
الاحتلال لسبع نساء هذا الأسبوع قضين ليلة الأربعاء الماضي إلى الخميس في سجن الرملة بالقدس، لعدم جود متسع لهن في سجن المسكوبية وعرضن على قاضي محكمة الصلح في اليوم التالي، حيث أمر بالإفراج عنهن بدون شرط سوى التوقيع على الكفالة لضعف الأدلة التي قدمتها النيابة.
وكانت الأخيرة قد طالبت بإبعاد
المرابطات السبع عن المسجد الأقصى لمدة 30 يوما ودفع كل واحدة منهن غرامة مالية قيمتها 750 شيكلا والتوقيع على كفالة طرف ثالث بقيمة 5 آلاف شيكل. يذكر أن الشرطة كانت توجه للمرابطات تهمة إطلاق هتاف يؤدي إلى إثارة شغب، فتحقق معهن ثم تطلق سراحهن على الفور، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحويلهن على المحكمة.
وفي حديث هاتفي مع الأستاذ المحامي رمزي كتيلات من "محامون من أجل القدس" الموكل بالدفاع عن النساء السبع قال إن "الإجراء الذي تقوم به سلطات الاحتلال هو سابقة خطيرة ضد المسلمين في القدس، ولا أساس قانونيا له، وبالتالي فإن كل ما ترتب عليه من حبس وإبعاد ودفع كفالات هي كلها أحكام باطلة".
وتعتقل شرطة الاحتلال المرابطات بتهمة التكبير، مبررة هذا الإجراء بأنه يقع تحت طائلة بند "منع الوصول إلى مكان مقدس" وهو قانون يهودي خاص يقصد به حائط المبكى، بينما تعتقل المرابطات وهن في حيز المسجد الأقصى، كلما كبّرن لمرور فوج سياحي أو مجموعة من اليهود المتطرفين، ما دعا لاعتبار هذه الحادثة سابقة خطيرة بظاهر قانوني وباطن يراد به تهويد المسجد الأقصى أو بالأحرى الاستيلاء عليه.
وتعود خلفية أحداث "المرابطات" إلى اقتحام عناصر من مخابرات الاحتلال للمسجد الأقصى، فتصدت لهم مجموعة من المرابطات، ما دفع أحد الضباط لتصوير وجوههن، فحدثت اشتباكات بالأيدي ومشادات كلامية بين الطرفين، اضطرت المخابرات بعدها إلى الانسحاب من المسجد وتحويل النساء إلى مخفر الشرطة.
ويتخوف الفلسطينيون من طموح
المجموعات اليهودية في الاستيلاء على المسجد الأقصى من خلال سلوكيات بعض المنظمات مثل حركة "جبل الهيكل"، التي لا تخفي سعيها إلى تدمير قبة الصخرة لبناء الهيكل مكانها، فقد وجه رئيس معهد الهيكل الحاخام يسرائيل ارئيل دعوة إلى جموع اليهود لاقتحام قبة الصخرة بشكل يومي، من أجل إثبات وجود يهودي فيها.
والمرابطات هن سيدات يقصدن الساحات المظللة لقبة الصخرة، بعد منع قوات الاحتلال الرجال الذين تقل أعمارهم عن أربعين عاما من الصلاة في المسجد لفترات محددة، فاضطلعت النسوة بهذه المهمة، واخترن مواجهة الشرطة الإسرائيلية والرباط في الأقصى حماية له.