- ما حصل في مصر دافعه الخوف من أن تتكرر تجربة إسلامية ناجحة إلى جانب التجربة التركية
- إسرائيل تدرك أنها الآن في لحظة تاريخية غير مسبوقة وأن في جيبها مصر
- نستفيد من التفكير الوسطي للحركة الإسلامية في العالم الإسلامي ونطبعها بطابعنا المحلي
- الحركة الإسلامية حركة وطنية موريتانية تؤمن بالحدود الجغرافية للشعب الموريتاني وتنوعه وبالدستور
قال نائب رئيس الجمعية (الغرفة الأهم في البرلمان الموريتاني) وعضو البرلمان عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي
محمد غلام ولد الحاج الشيخ، إن تحالفا وصفه بالشرير يضم "الصفوية الإيرانية، والولايات المتحدة والدول الغربية وإسرائيل، ورذائل الدكتاتورية العربية ومسوخ الأفكار المتقهقرة المهزومة سواء كانت قومية أو يسارية أو ليبرالية" قد تشكل لمواجهة الشعوب العربية وضرب الديمقراطية في العالم العربي.
وتحدث ولد الحاج الشيخ في مقابلة خاصة مع "عربي21" عن مبررات مشاركة
الإسلاميين بموريتانيا وعن مستقبل الثورات العربية والتغيير في العالم العربي.
وهذا نص المقابلة:
- توصف مشاركتكم في الانتخابات الماضية بأنها خيانة للمعارضة المقاطعة كيف ترد؟
هذا رأي وهناك رأي آخر يتحدث عن أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية اشتغل سبع سنوات في قواعد شعبية كان عليه أن يظل على صلة بها، وكل الآراء كانت موجودة في الحزب وتم نقاشها، وقد استقر الرأي على الحفاظ على القواعد والبقاء قريبا من هذه القواعد الشعبية؟
- يرى البعض أن الإسلاميين بموريتانيا ينتهجون أسلوب النهضة في معالجة القضايا السياسية؟
أنا أفضل الاستفادة بدلا من التقليد والحضارة الإنسانية فتحت الحدود أمامها والعلوم البشرية والإنسانية أيضا فتحت أمامها كل الحواجز، وكما أنه من ثوابت المجتمع الموريتاني أن الخليل ابن اسحاق هو كتاب العمود الأساسي للمذهب المالكي وهو مصري، والإمام نافع هو من قراء المدينة، والإمام مالك من أهل المدينة، كذلك ابن عاشر من الجزائر، هذا كله يعني أن مرتنة الدين أو الأفكار بشكل زرعي أمر غير واقعي وتنكره الوقائع التاريخية، نحن نستفيد من التفكير الوسطي للحركة الإسلامية في كافة أنحاء العالم الإسلامي، لكن في نفس الوقت نطبعها بطابعنا المحلي.
اليوم الحركة الإسلامية في
موريتانيا حركة وطنية موريتانية، تؤمن بالحدود الجغرافية للشعب الموريتاني وتؤمن بتنوع هذا الشعب وبالدستور المحلي للشعب الموريتاني، كل أهدافها في التنمية، في التكوين، في الاقتصاد، في الخدمة هي أهداف تتعلق بهذه الساكنة الموجودة على هذه الخريطة الموريتانية، إلا ما كان في إطار العلاقات الدولية التي تعنينا كدولة نؤمن بها أو تعنينا كحزب له علاقات مفتوحة مع نظرائه من الأحزاب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، هنا طبعة في موريتانيا تستحق الدراسة، أنا سمعت من الشيخ راشد الغنوشي أن موريتانيا لديها تجربة خاصة بها تستحق الانتباه إليها وتستحق أيضا أن يستفاد منها، ونحن فعلا طورنا مزيجا من الخلفية المحظرية للشعب الموريتاني ورؤية المصلحين الموريتانيين القدامى من الشيخ سيد المختار الكنتي مرورا بالشيخ سيديا والشيخ محمد المالي بالفوتي، وبغيرهم وأضفنا إلى ذلك أيضا تفكير الحركة الإسلامية الحديثة الوسطي.
هل أثر تراجع الربيع العربي على شعبيتكم كحزب إسلامي؟
واضح كل الوضوح من خلال الانتخابات الأخيرة رغم التدخل السافر للدولة بهيبتها ومالها وقبائلها، أننا لم نتقهقر بل شهدنا تقدما إلى الأمام وأننا دخلنا أماكن كانت شبه محظورة على أن تدخلها الأفكار الجديدة، وأنا شخصيا من الذين يرون أنه لا يجب الاستسلام للحظة وأن اللحظة لا تتحكم في التاريخ ولا في الأمل، وأن مستودع الغيب لدى الله سبحانه وتعالى هائل، وأن أحداث التغيير لا تأتي إلا بغتة، وإن كنت من المدافعين عن قوة الشعوب العربية قبل الثورة في تونس بثلاثة أسابيع ومازلت أقول إن الشعوب قوية وإن المؤشر في صعود رغم ما حصل من محاولات مستميتة من طرف شراذم التحالف الدولي، ولكنه تحالف يواجه صخرة شعوب عربية إسلامية قوية.
الدعوات والأفكار عندما يكون مؤشرها في صعود عادة لا تتقهقر، إلا في الدورة الحضارية التي ترتخي فيها أعصاب المبدئيين، وينحرفوا كما قال ابن خلدون باتجاه المتعة والتخلي عن أفكارهم، وهذا غالبا ما يحصل في الجيل الرابع، وفي رأيي أن الجيل الرابع في الحركة الإسلامية لن يحصل فيه هذا التميع لأن الحركة الإسلامية تنحو منحى تربية الإنسان وتكوينه.
- هل تتوقع نجاح الإخوان بمصر في استرجاع الشرعية؟
الإخوان هم منديلا الديمقراطية في مصر، وصعودهم أمر طبيعي لما راكموا من تضحيات جعلهم يصبحون جزءا عزيزا من النسيج المتغلغل داخل الشعب المصري، وما حصل في مصر دافعه الخوف من أن تتكرر تجربة إسلامية ناجحة إلى جانب التجربة التركية، خصوصا في مصر التي تمتلك إمكانات كبيرة وتمسك بتلابيب القارتين الآسيوية والإفريقية، وكما قال داوود أغلو في كتابه "تركيا والعمق الاستراتيجي" إذا تم تحرير القاهرة مع اسطنبول فإن العالم الإسلامي يؤذن بأن يتقدم تقدما هائلا.
وشعب مصر صخرة ستتكسر عليها كل الأطماع وستفشل المؤامرة، هنالك تحالف جديد استثنائي في العالم للأسف يواجه شعوبنا، فلأول مرة الصفوية الإيرانية، الولايات المتحدة الدول الغربية إسرائيل، رذائل الدكتاتورية العربية، مسوخ الأفكار المتقهقرة المهزومة سواء كانت قومية أو يسارية أو ليبرالية، كله تحالف عندما اكتشف فجأة أن الشعوب لا تعتبر عنها السافرات في القنوات وقفت هذه النخبة المزورة ضد الديمقراطية.
- أين وصلت جهودكم لمواجهة التطبيع؟
نحن في موريتانيا إذا كنا نجحنا في شيء مهم هو أننا نجحنا في أن نجعل قطع العلاقات مع إسرائيل مطلبا شعبيا قبل الغذاء والدواء، وهذا ما جعل الحكم العسكري عندما انقلب على التجربة الديمقراطية 2008 يجد أن أعظم هدية يمكن أن يعطيها للشعب لترتخي أعصابه عن النضال هي أن يقول انقطعت العلاقة مع إسرائيل، ولذلك نحن ورغم أننا كنا نشطاء ضد الانقلاب إلا أننا رحبنا بهذه الخطوة.
- بما تفسر الهجمة الأخيرة على الأقصى؟
دولة إسرائيل تدرك أنها الآن في لحظة تاريخية غير مسبوقة وأن في جيبها مصر وهنا طبعا أعني نظام مصر الانقلابي المتمثل في قائده الدموي عبد الفتاح السيسي الذي يحتاج إلى الرئة الغربية ورئة الدكتاتورية العربية التي تزوده بالمال، ولذلك اعتبرت إسرائيل أن هذه اللحظة المناسبة لتحقيق حلمها في هدم الأقصى وبناء الهيكل، ولولا شباب الأقصى لكان اليهود تقدموا كثيرا في خططهم الخبيثة.
- حدثنا عن أهم القوانين المعروضة على دورتكم الحالية؟
الدورة الحالية توصف عادة أنها دورة الموازنة وهو قانون مهم جدا، والنواب لديهم الحماس المناسب وخصوصا نواب المعارضة لنقاش كل القضايا وهنالك جملة المساءلات الشفوية المهمة تنتظر الوزراء.