ذكر تقرير لصحيفة "إندبندنت أون صاندي" أن عدد مقاتلي تنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش" يتجاوز تقديرات الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، وأنه يتجاوز مئات الآلاف، حسب مسؤول كردي بارز.
ويشير التقرير إلى أن هذا السياسي بنى افتراضه على قدرة التنظيم شن معارك على أكثر من جبهة، ما يعني أن عدد المقاتلين يصل إلى حوالي 100.000 مقاتل، وهو سبعة أو ثمانية أضعاف الرقم الحالي 31.500 مقاتل.
ونقل باتريك كوكبيرن، كاتب التقرير، عن فؤاد حسين رئيس طاقم رئيس حكومة إقليم كردستان، مسعود بارزاني "أتحدث عن مئات الآلاف؛ لأنهم استطاعوا حشد الشباب العرب في المناطق التي سيطروا عليها".
وقدر حسين مساحة المناطق التي يسيطر عليها "داعش" بثلث العراق وثلث سوريا، وبتعداد سكاني يتراوح ما بين 10-12 مليون نسمة، يعيشون في مساحة حجمهما 250.000 كيلومتر مربع، أي تعادل مساحة بريطانيا العظمى. وهو ما يعطي المقاتلين القدرة على التجنيد والتحشيد.
ويفيد التقرير بأن هناك أدلة عن قيام "داعش" بإنشاء جيش كبير بسرعة، حيث استطاع الاعتماد عليه لمهاجمة مناطق
الأكراد في شمال العراق، وقتال الجيش العراقي قرب بغداد، وشن هجوم على بلدة عين العرب- كوباني.
ويضيف حسين للصحيفة "إنهم يقاتلون في كوباني، قاتلوا في كردستان الشهر الماضي على سبع جبهات، وفي الرمادي وجلولاء، القريبة من الحدود مع إيران، ما يعني أنه من المستحيل الحديث عن 20.000 أو يزيد من المقاتلين".
وكانت "سي آي إيه" قد قدمت في أيلول/ سبتمبر تقديرا لعدد جنود "داعش"، قالت إنه يتراوح ما بين 20.000 - 31.500 مقاتل.
وتحدث حسين في لقائه مع كوكبيرن من أن قوات
البيشمركة تواجه "داعش" على خط مواجهة طوله 650 ميلا.
واعترف المسؤول الكردي أن تدخل الطيران الأميركي في آب/ أغسطس ساعد القوات الكردية، التي واجهت هجوما مفاجئا من مقاتلي "داعش"، الذي اقترب من السيطرة على مدينة أربيل العاصمة. مبينا أن " (داعش) كان يشن حرب ترويع أثرت على معنويات الكل، بمن فيهم البيشمركة"، بحسب الصحيفة.
ويذهب التقرير إلى أن القادة الأكراد يشعرون الآن بالراحة؛ نظرا لتعهد الولايات المتحدة بحماية أمنهم. ولعبت تجربة الولايات المتحدة القاتمة مع الحكومة العراقية وانهيار الجيش، الذي أنفقت عليه مبالغ طائلة، في صالح الأكراد.
ويعتقد حسين أن المخابرات الاميركية ووكالات الأمن القومي الأميركي ربما كانت تتحدث عن المقاتلين النظاميين في "داعش"، أي 31.500 مقاتل تقريبا، ولكن المعارك التي خاضها التنظيم أظهرت أن "داعش" أصبح قوة ضاربة "نحن نتحدث عن دول لها جيش وقاعدة أيديولوجية"، وعليه "فهو يريد من كل شخص التدرب، ومعرفة استخدام البندقية، ويريد في الوقت نفسه تدريب كل شخص على الأيديولوجيا، أي غسيل الدماغ"، وفق الصحيفة.
وتوضح الصحيفة أنه كإشارة عن قدرة "داعش" وحرفيته العسكرية تبدو من الطريقة السريعة التي تعلم فيها
المقاتلون استخدام الدبابات والمدفعية الأميركية، التي غنموها من الجيش العراقي. ونفس الأمر حدث في سوريا، حيث غنم "داعش" أسلحة روسية الصنع من القوات السورية، وبدأ باستخدامها بسرعة. ويمكن تفسير الحرفية من انضمام جنرالات سابقين في الجيش العراقي لصفوف "داعش"، وكذلك جنود سابقين في الجيش السوري.
ويعرض التقرير لقول حسين إن قوات البيشمركة عبرت عن إعجابها بشجاعة وحرفية مقاتلي التنظيم "إنهم يقاتلون حتى الموت، وهم خطرون؛ نظرا لتلقيهم تدريبا حرفيا عاليا، مثلا لديهم أحسن القناصة، وحتى تكون قناصا يجب تعلم إطلاق النار، وليس هذا فقط بل ويجب التدرب على الانضباط والوقوف 5 ساعات حتى تصيب الهدف".
ويجد كوكبيرن أن الأكراد استعادوا الثقة بالنفس بعد الدعم الإيراني والأميركي لهم، واستطاعت قوات البيشمركة استعادة بعض البلدات مثل زمار، ولكن ليس تلعفر أو جبال سنجار، حيث لا يزال 8.500 يزيدي عالقين فيها.
ويشير التقرير لمحدوية قدرة البيشمركة فهم "الأكراد لا يمكنهم تحرير المناطق العربية السنية"، حسب حسين. فطرد "داعش" من المناطق السنية يعتبر تحديا يواجه الحكومة العراقية والأكراد.
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تأمل تكرار نفس التجربة مع العشائر العراقية وبناء صحوات، كما فعلت في الفترة ما بين 2006- 2008 لطرد تنظيم القاعدة. ولكن هناك مصاعب لتحقيق هذا؛ والأسباب، من وجهة نظر حسين، أنه في ذلك الوقت كان للأميركيين 150.000 جندي في العراق قدموا الدعم للصحوات، بالإضافة إلى خوف القبائل العراقية.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة لقول حسين إن خلق جيش وطني يثق به السنة يحتاج إلى وقت، ومن يدافع عن بغداد هي الميليشيات الشيعية العراقية "فأنت بحاجة لوقت كي يكون لديك جيش محترف".