نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الولايات المتحدة لا تتوقع من المقاتلين السوريين الذين تعتزم تدريبهم لمواجهة "تنظيم الدولة" أن يقاتلوا أيضا قوات رئيس لنظام السوري بشار
الأسد، لكنها تراهم جزءا مهما من حل سياسي لإنهاء الصراع.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن رغبتها في
تدريب وتجهيز مقاتلين "معتدلين" لمواجهة "تنظيم الدولة" الذي سيطر على أجزاء واسعة في
سوريا والعراق.
وردا على سؤال عما إذا كانت عناصر الجيش السوري الحر ستقاتل قوات الحكومة السورية في النهاية، قال ممثل الولايات المتحدة في التحالف الدولي، الجنرال جون آلن، لصحيفة "الشرق الأوسط": "لا. ما نود أن نراه أن يصبح الجيش السوري الحر والقوة التي سنشكلها وندربها ونجهزها في النهاية هي القوة ذات المصداقية التي سيتعين على حكومة الأسد أن تعترف بها وتقرها في نهاية المطاف".
وأضاف في تعليقات نشرتها الصحيفة على موقعها الناطق بالإنجليزية في مطلع الأسبوع: "لن يكون هناك حل عسكري هنا".
وينضوي تحت لواء الجيش السوري الحر عشرات الجماعات المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالأسد، لكن دون قيادة مركزية أو بقيادة مركزية ضعيفة.
وهذه الجماعات أقل تسليحا بكثير من مقاتلين مثل "تنظيم الدولة".
وأعرب المقاتلون المعارضون للنظام السوري عن إحباطهم إزاء النهج الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال "تنظيم الدولة"، ويقولون إن واشنطن وحلفاءها العرب يركزون بشدة على صد التنظيم على حساب مجابهة قوات الحكومة السورية التي لا يزال كثير من المقاتلين يرونها العدو الحقيقي.
وصعدت القوات الجوية السورية حملتها على المناطق التي تؤوي المعارضين المسلحين منذ بدأت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الشهر الماضي، الأمر الذي زاد القلق من استفادة الحكومة من تشتت تركيز حملة التحالف.
وقال آلن إن الأمر يحتاج إلى بناء مصداقية المعارضة السورية المعتدلة على مستوى سياسي، مضيفا أنه من الطبيعي أن تشتبك قوات المعارضة مع الجيش السوري أثناء سعيها للدفاع عن أرضها وأسرها.
وأضاف آلن: "لكن النية ليست تشكيل قوة ميدانية لتحرير دمشق. ليست هذه النية".
وقال في مستهل جولة بالشرق الأوسط إن "النية تكمن في النتيجة السياسية. يجب أن يكونوا صوتا واضحا -بل والصوت الأعلى- على الطاولة للمشاركة في النهاية في النتيجة السياسية التي نسعى إليها".
وكان الرئيس الأمريكي، قال الشهر الماضي، إنه يريد تدريب وتجهيز مقاتلي الجيش السوري الحر "لتقوية المعارضة، بحيث تكون أفضل ثقل موازن أمام المتطرفين"، ولمنع القوات الأمريكية من الانزلاق في حرب برية أخرى.
وقال آلن: "النتيجة التي نسعى إليها في سوريا قريبة من الاستراتيجية (المناهضة لتنظيم الدولة) التي تناسب استراتيجية إقليمية أكبر بكثير، وهي نتيجة سياسية لا تشمل الأسد".
وتقول الأمم المتحدة، إن ما يربو على 191 ألف شخص قتلوا منذ بداية الانتفاضة السورية على حكم الأسد في 2011.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الرقم الحقيقي للقتلى يفوق ذلك.