سياسة عربية

ممثلو 50 دولة يجتمون بمصر للمشاركة بـ"إعمار غزة"

يشارك في المؤتمر 20 منظمة إقليمية ودولية - أ ف ب
يشارك في المؤتمر 20 منظمة إقليمية ودولية - أ ف ب
يشارك في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة بالقاهرة 30 وزير خارجية، وأكثر من 50 وفد من دول مختلفة، بالإضافة إلى ممثلي نحو 20 من المنظمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وفق بيان صادر عن الخارجية المصرية.

ووصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى القاهرة، بعد ظهر السبت، فى زيارة رسمية لمصر تستمر ليومين، يشارك خلالها في أعمال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، الذي يعقد صباح الأحد تحت رعايته.

وفي سياق الاستعدادات لعقد مؤتمر إعمار غزة، تواصل توافد مسؤولي الدول والمنظمات إلى القاهرة للمشاركة في المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا. 

ووصل صباح السبت وزير الدولة الياباني للشؤون الخارجية، ياسوهيدو ناكاياما قادما على رأس وفد من تركيا، ورئيس حكومة الوفاق الفلسطينية، رامي الحمد الله، يرافقة نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد محمد مصطفى، ووزير الخارجية رياض المالكي، ووزير المالية شكري بشارة، ووزير الزراعة والشؤون الاجتماعية شوقي العيسة، كما وصل مساعد وزير الخارجية الهندي لشؤون الشرق الأوسط، راجيف شاهيرا. 

وكانت القاهرة قد استقبلت مساء الجمعة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الإسكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد، والمبعوث الخاص لرئيس روسيا في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف، ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط روبرت سرى، للمشاركة في المؤتمر،  وكل من وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي، قادما من نواكشوط، ووزير خارجية الدنمارك مارتن ليدغارد، بحسب مصادر دبلوماسية وملاحية.

وفي وقت سباق، بعد ظهر الجمعة، وصل وزير الدولة البحريني للشؤون الخارجية لنفس الغرض غانم فضل البوعينين.

وكانت وزارتا الخارجية المصرية والنرويجية، أعلنتا، في آب/ أغسطس الماضي، أن بلديهما وبدعم من رئيس السلطة الفلسطينية، قررتا تنظيم مؤتمر في مصر يركز على إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في إطار الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية.

ويهدف المؤتمر، إلى "تثبيت وتعزيز أسس اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي تم التوصل إليه بين الجانبين في القاهرة، في آب/ أغسطس الماضي، بالإضافة إلى توفير الدعم الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.

ويحتاج إعمار قطاع غزة بعد العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تموز/ يوليو الماضي واستمر 51 يوما، إلى نحو 7.5 مليار دولار أمريكي، وفقا لتصريح سابق لعباس.

خطة الحكومة الفلسطينية أمام مؤتمر إعمار غزة

وتبدأ الخطة الفلسطينية، باستعراض الخسائر التي مني بها القطاع، جراء 20 ألف طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال الإسرائيلي، وخلصت إلى حاجة القطاع إلى 4 مليارات دولار أمريكي، وهو ما يمثل قرابة ثلاثة أضعاف التكلفة التي تم تقديرها بعد عدوان عام 2008 ويعادل 35% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وغزة مجتمعتين.

وتضمنت الخطة التي يستعرضها الحمد لله، الأحد، أربعة قطاعات هي القطاع الاجتماعي وقطاع البنية التحتية والقطاع الاقتصادي وقطاع الحوكمة، وتهدف إلى الانتقال من جهود الإغاثة إلى التنمية طويلة الأمد، وفق ما جاء في مقدمتها.

وتشير الخطة في مجالها الاقتصادي، إلى تعرض أكثر من 20% من المنشأت الصناعية في غزة للتدمير جراء العدوان الإسرائيلي، وتعرض أكثر من 4 آلاف مؤسسة تجارية للدمار أو الضرر، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، وقد تصبح حالات التخلف عن السداد مشكلة في القطاع المصرفي، وهو ما يتطلب خطة للانعاش تحدد الأولويات وفق حجم الضرر.

وتقدر الخطة بأن هناك حاجة إلى 1.2 مليار دولار لإعادة بناء القطاع الخاص وزيادة فرص العمل في غزة، بما في ذلك استعادة القدرة الإنتاجية لقطاعات الزراعة والصيد والصناعة والتصنيع، وكذلك قطاعي التجارة والخدمات.

أما في المجال الاجتماعي، فترصد الخطة، إلى حاجة الحكومة الفلسطينية إلى 701 مليون دولار تستخدمها الحكومة الفلسطينية بالتعاون مع الأونروا ووكالات أخرى لمد شبكة أمان للمواطنين الذين أصابهم الفقر، وتوجيه جانب منها للخدمات الصحية بإعادة تأهيل المعدات والبنية التحتية الصحية المدمرة والمتضررة، الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للتلاميذ في قطاع التعليم.

وتنتقل الخطة بعد ذلك لقطاع البنية التحتية، ورصدت الحاجة إلى 1.9 مليار دولار، ستكون أولوية توجيهها إلى إزالة الأنقاض ومخلفات الحرب التي تشكل خطراً داهماً على المواطنين، لاسيما الأطفال، وشراء إمدادات إضافية لزيادة كمية الطاقة المتاحة من إنتاج محطة توليد كهرباء غزة التي تمت إعادة تشغيلها، وسيتم العمل على زيادة الوصول لمياه الشرب من خلال إمدادات مؤقتة في البداية، يعقبها إعادة تأهيل مرافق البنية التحتية والمعدات المدمرة والمتضررة.

وأخيرا، رصدت الخطة احتياج قطاع الحوكمة، وتعني به دعم وتوسيع القدرة التشغيلية لحكومة الوفاق، إلى 183 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعني أن التكلفة الإجمالية لأعمال الإغاثة والانعاش وإعادة الإعمار في كل القطاعات تقدر بمبلغ 4 مليارات دولار أمريكي، وهو ما يمثل قرابة ثلاثة أضعاف التكلفة التي تم تقديرها بعد عدوان عام 2008 ويعادل 35% من إجمالي الناتج المحلي للضفة الغربية وغزة مجتمعتين.

التحويلات المالية وإدخال السلع

وأوضحت مصادر فلسطينية، السبت، أنه ستعقد عدة جلسات على هامش المؤتمر منها جلسة حول ''إدخال السلع إلى غزة''، وذلك من خلال لجنة تضم إيطاليا (المنسق)، فلسطين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الولايات المتحدة. 

كما يعقد اجتماع للجنة ''آليات التحويلات المالية'' التي تضم فرنسا (المنسق)، فلسطين، والبنك الدولي، و صندوق النقد الدولي، و"أونروا" والاتحاد الأوروبي، بخلاف اجتماع بعنوان ''التعافي المبكر'' وتضم الاتحاد الأوروبي (المنسق)، وفلسطين، و مكتب ممثل اللجنة الرباعية، والمملكة المتحدة، و"أونروا"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والولايات المتحدة.

وستعقد ظهرا جلسة عمل تحمل عنوان ''تحديد الاحتياجات''، ويتحدث أمامها نائب رئيس الحكومة لفلسطينية محمد مصطفى، يعقبها جلسة ''تأطير الاستجابة الدولية''، ويتحدث خلالها وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، ووزير خارجية إيطاليا فريدريكا موجيريني، ووزير خارجية الأردن ناصر جوده، ووزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا، وممثل اللجنة الرباعية توني بلير، ثم يتبعها مناقشة عامة للمشاركين يتم خلالها التطرق إلى التعهدات قبل أن يقدم الرئيس موجزا لفعاليات المؤتمر.

وتتضمن أيضا جلسة عمل بعنوان ''تأطير التحديات'' يتم خلالها إلقاء الكلمات الرئيسية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي. 

ويعقد وزيرا خارجية كل من مصر والنرويج مؤتمرا صحفيا مشتركا مساء الأحد في ختام فعاليات المؤتمر، لإعلان مساهمات الدول المختلفة.
التعليقات (0)