كتب
راجح الخوري: كان على جامعة هارفرد أيضاً أن تطالب جو
بايدن بالإعتذار، بعد سلسلة اعتذاراته إلى
تركيا والسعودية ودولة الإمارات عن المزاعم التي وردت في سياق خطابه في تلك الجامعة، عندما اتّهم تركيا والسعودية والإمارات وقطر بتمويل الجهاديين في سوريا وتدريبهم!
المثير أن بايدن هو نائب الرئيس الأميركي والخبير في السياسة الخارجية والمطّلع على مجريات الأزمة السورية، من منطلق إشرافه على الملف العراقي المتداخل مع التطورات السورية. ولهذا يفترض ان يكون على دراية بمسلسل طويل من الاتصالات والمطالبات السعودية والخليجية التي بدأت قبل ثلاثة اعوام، داعية واشنطن الى التدخل لدعم الشعب والمعارضة السورية التي تتعرض للمذابح على يد النظام وحلفائه، والتي شُقّت حناجرها وهي تصرخ متظاهرة تحت الرصاص "سلمية - سلمية"، ولم يكن هناك لا "داعش" ولا "نصرة" ولا ارهابيون!
على امتداد عامين ونيف لم تعرف سوريا سوى معارضة من "أطباء الاسنان والفلاحين الذين لا يجيدون استعمال السلاح"، أوَلم يقل باراك أوباما هذا الكلام لسفيره روبرت فورد المستقيل اعتراضاً على عدم تسليح المعارضة، محذّراً من أن يعبئ الارهابيون الفراغ، قبل ان تتهم هيلاري كلينتون اوباما بأنه ساهم في ظهور "داعش" عبر تعاميه ورفضه تسليح المعارضة السورية؟ أوَلم يسمع بايدن بهذا... أوَلم يقرأ؟ غريب!
ثم عندما ذهبت المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف الأول والثاني هل كان هناك إرهاب غير "الارهاب" الذي مارسه سيرغي لافروف على جون كيري، ناسفاً الحل السلمي عبر التمسك ببقاء الاسد الذي لم يلبث ان استعمل السلاح الكيميائي في الغوطتين ليهدد اوباما بالضرب ثم يلحس تهديده؟
هل كان الصراخ السعودي والخليجي لإنقاذ الشعب السوري ووقف الأزمة الدموية تسليحاً للإرهاب؟ ثم أوَلم يسمع بالحرب الضروس التي يخوضها السعوديون منذ زمن بعيد ضد الإرهاب وقد وصفها أوباما بأنها تشكل نجاحاً واقتداراً كبيرين وان المملكة كانت الأنجح في مواجهة الارهابيين واجتثاثهم؟
وإذا كانت تركيا قد شكّلت معبراً لعناصر "داعشية" من الدول الغربية وقيل انها بالآلاف.
فهل يحقّ لبايدن الوقوع في عمى التعميم المذهبي، مفترضاً أن هذه الدول السنّية دربت وسلّحت "داعش"، في حين تذبح "داعش" من السنّة أكثر من غيرهم وتخطط لضرب الدول التي يتهمها بالدعم المزعوم؟!
وهل خفيت على بايدن المحادثات السعودية - الأميركية الحثيثة الجارية منذ أكثر من عامين بهدف تدريب المعارضة السورية والتي رفضت واشنطن تكراراً تسليحها، واذا كان قد اعتذر علناً لأردوغان عن كلامه، فماذا تراه قال للأمير سعود الفيصل الذي طالما حذّر واشنطن من وقوع سوريا في يد الارهاب؟
المسخرة ان جو بايدن هو نائب للرئيس الاميركي وليس أكاديمياً وقع في خطأ او هامشياً ضربه الشطط.
(النهار اللبنانية)