كوباني تؤجج العنف والشغب بتركيا وسقوط 22 قتيلا

تصاعدت وتيرة العنف وتزايدت أعمال الشغب في 6 محافظات تركية على إثر مظاهرات احتجاجية على ما يقوم به تنظيم الدولة "داعش" في مدينة عين العربي "كوباني" السورية، وتناقلت الصحف التركية الصادرة صباح اليوم، الخميس، أخبار التظاهرات التي تحولت إلى أعمال تخريب وشغب والتي عمت جنوب تركيا، بمختلف العناوين وناقش صحافيوها وكتابها في مقالاتهم القضية ذاتها بأكثر من محور. 

حصيلة ثقيلة لمظاهرات كوباني في تركيا: 22 قتيلا

وجاء في خبر لصحيفة "زمان": "22 قتيلا في أحداث العنف، وحظر تجوال داخل المدن ليومين". ونشرت الصحيفة خبرا آخر تحت عنوان: "مناطق جنوب شرق تركيا تعود لحقبة التسعينات".

ويعلق رئيس تحرير الصحيفة، علي بولاج، على الأحداث، قائلا: "إذا لم تتم الحركة بالارتكاز إلى بصيرة وبعد نظر، فإن أحداث العنف هذه ستتحول تلقائياً إلى حريق يهدف إلى إسقاط الحكومة، وسيكون نتيجة ذلك نظام حاكم عسكري أو حكم مدني بوصاية عسكرية".

وأشارت صحيفة "سوزوجو" إلى ارتفاع عدد ضحايا أحداث العنف المستمرة منذ يومين في جميع أنحاء البلاد إلى 22 قتيلا. ونشرت صحيفة "طرف" الخبر تحت عنوان: "حصيلة ثقيلة لمظاهرات كوباني في تركيا: 22 قتيل".

وأوردت صحيفة "ميلاد": "تجدد أحداث العنف بعد ورود ادعاءات حول اختطاف حزب الدعوة الحرة لـ 10 شباب". 

وفي أعمال العنف، أيضا، ذكرت صحيفة "يني عقد" بأن مؤيدي حزب العمال الكردستاني يقتلون مواطنا زوجته محجبة.

ويرى الكاتب التركي، تونجى باقين، في مقال له بصحيفة "ملليت" بأن: "حرب الشوارع المُنتظرة في كوباني، خرجت في شوارع الشرق وجنوب شرق تركيا وإسطنبول وأنقرة، وبلغ عدد الضحايا عندنا 20 قتيلاً".

دعوات للتهدئة

وفي ذات السياق، نقلت صحيفة "حريت" عن الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش، طلبه من المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على انتهاكات داعش بأن يبتعدوا عن العنف وعن إلحاق الضرر بالممتلكات. كما نقلت صحيفة "ستار" عن رجال أعمال واقتصاديين انتقاداتهم لأعمال العنف التي تتم بذريعة الاحتجاج ضد تنظيم داعش.

وتناولت صحيفة "ميلاد" خبر: انعقاد الاجتماع الأمني الذي تم التباحث فيه حول أحداث العنف والمظاهرات التي جرت في عدة مدن".

ويرى رئيس تحرير صحيفة "ستار" مصطفى كارا علي أوغلو: بأنه "من الطبيعي أن يعبر الأكراد عن تضامنهم مع كوباني، ولكن أن يتم استهداف تركيا بسبب الحاصل هناك فهذا ظلم".

ويقول رئيس تحرير صحيفة "ميلاد" الصحفي أيوب خان كايا: "أنا من ديار بكر وأوجه سؤالي لصلاح الدين دميرتاش، قمت بتوجيه الدعوة للبعض للنزول للشارع وذهب منا ضحايا، من سيحاسبك الآن؟"

حظر التجوال في 6 مدن تركية

وتناولت صحيفة "طرف": "خرق القرار بحظر التجوال في عدة مناطق، حيث استمرت أحداث العنف بالأمس أيضاً". وفي ذات الصحيفة يشير الصحفي صازين أوناي، إلى: "نزول المدرعات إلى الشوارع في مردين ودياربكر وكيزيلتبة، وفرض حظر التجوال في 6 مدن". فيما نشرت صحيفة "سوزوجو"، التركية، الخبر تحت عنوان "محافظة ديار بكر تجدد فرض حظر التجوال".

الأزمة الكردية الجديدة في تركيا

ونقلت صحيفة "حريت" عن رئيس الحكومة "أحمد داود أوغلو" انتقاده الموجه بشدة لحزب الشعوب الديمقراطي، الذي قال فيه: "إذا ما كانت لديكم نوايا أخرى فلتفصحوا عنها لنعرف توجهاتكم، فأي إنسانية هذه التي تدفعكم لظلم الأكراد في تركيا بذريعة تعرض الأكراد في كوباني للظلم". 

وأوردت صحيفة "يني شفق"، خبرا جاء فيه: "في إطار انتقاده الشديد لمن يمارسون الإرهاب في الشوارع تحت ذريعة الاحتجاج ضد داعش قال رئيس الوزراء داود أوغلو: لن نضحي بالبلاد والنظام الحقوقي فيها، ولا يحق لأحد أن يسمح بالتحريض والتشويه الذي يطال النظام العام، وهو يختبئ وراء عملية السلام".

وأفادت صحيفة "يني عقد" بأن قيادة حزب العمال الكردستاني التي لم تهب لمواجهة داعش، تُصدر تصريحات خبيثة تحرض فيها على مزيد من العنف. ونشرت صحيفة "طرف" خبرا جاء فيه: "في الوقت الذي طالبت في منظومة المجتمع الكردستاني من عناصرها عدم الانسحاب من الشوارع، صرح حزب الدعوة الحرة بأن مسيرة السلام بالنسبة لهم أصبحت منتهية".

ويشير الكاتب ممتاز ترك أونة، في مقال له بصحيفة "زمان" الى أن: أكثر المتضررين من تنظيم داعش الذي قلب الأمور رأساً على عقب في المنطقة هم الأتراك والأكراد. وتقول الكاتبة مريم جيباري، في مقال لها بصحيفة "صباح": في كل حراك كما هي العادة، المتضررون هم الأكراد. وتتساءل الكاتبة التركية: "فأي فائدة تلك التي ستعود على الأكراد وعلى كوباني بحرق مصالح التجار الأكراد وقتل بعضهم البعض؟"

ويقول رئيس تحرير صحيفة "ملليت" أصلي ايدين تاش باش: "في الوقت الذي تستمر فيه المظاهرات التخريبية في كل أنحاء تركيا، ويبلغ عدد الضحايا في الطرقات 20 قتيلا، يبقى صالح مسلم "رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي"، الكردي، لينتظر اتصالا من أنقرة!".

ويقول الكاتب في صحيفة، "سوزوجو" أوغور دندار، بأن: حزب العمال الكردستاني يصعد من هجماته الإرهابية بذريعة استهداف داعش لكوباني، وعبد الله أوجلان يبتز الحكومة بتصريحاته "في حال لم تكن هناك نتيجة إلى الـ 15 من أكتوبر، فسيكون بذلك قد انتهى الانفتاح تجاهكم".

وذكرت صحيفة "حريت" في خبر لها، بأن: حزب الدعوة الحرة هو أحد أطراف المواجهة الدامية التي حصلت في دياربكر الليلة الماضية، علماً أن الحزب يضم في بنيته الأساسية تنظيم "حزب الله التركي" وهو منظمة كردية سنية مسلحة.

ويقول أمين شولاشان، رئيس تحرير صحيفة "سوزوجو"، التركية: "في كل يوم تحرق المدارس وينزل العلم التركي وتهدم نصب أتاتورك التذكارية في شرق وجنوب شرق تركيا، ولا نجد أي تحرك من قبل الحكومة، والسبب هو ضرورة إظهار التسامح للأكراد كي يتم تحصيل أصواتهم".

تركيا وقضية "كوباني" و"الكردستاني"!  

يقول الكاتب في صحيفة "حريت" عاكف باقي، إن: "المعركة في كوباني ليست معركة بين داعش والعمال الكردستاني، هي معركة يسعى فيها العمال الكردستاني لاكتساب الشرعية والحصول على السلطة".

ويشير الصحفي قوناري جفان أوغلو، في صحيفة "ملليت" إلى أن: "المشكلة من الآن فصاعداً لم تعد محصورة بداعش والعمال الكردستاني".

ويؤكد الكاتب طه أوزخان، في مقال له في صحيفة "ستار" بأن: "عقلية العمال الكردستاني التي تسير على خط تركيا القديمة، لن تحقق لا للأكراد ولا للمنطقة أملا بمستقبل أفضل".

ويرى الكاتب في صحيفة "ميلاد" حمزة أر، بأن: "المواجهات الحاصلة في عين العرب، والحراك الحاصل في مدن الشرق وجنوب شرق تركيا، تسبب بآثار سلبية على عملية السلام".

ويقول رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، علي بيرام أوغلو: بأن "حزب الشعوب الديمقراطي، الكردي، بدأ بدعوة مناصريه للنزول إلى الشارع لأن تركيا لا تقوم بالمنوط بها فيما يتعلق بكوباني".

وفي مقال له عبر صحيفة "حريت" يقول الكاتب التركي، طه أكيول: بأنه "لا يستطيع أحد التفوه بأي شيء في حال كانت المظاهرات والاحتجاجات تجري وفق الأسس الديمقراطية، ولكن ما يقومون به هو تخريب وهمجية وتدمير".

الأوضاع في "عين العرب" كوباني

أوردت صحيفة "سوزوجو" في خبر لها جاء فيه: "قصف جوي استهدف داعش في كوباني في ساعات الليل، إلا أن المواجهة اشتدت داخل المدينة بعد ذلك". وتشير صحيفة "صباح"، إلى أن الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف نفذت أشد الغارات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا.

وأشارت صحيفة "ميلاد" في خبر لها إلى أن: "طائرات التحالف تنفذ غارات جوية ضد أهداف لتنظيم داعش في المنطقة الشمالية من مركز مدينة كوباني".

وفي ذات السياق نشرت صحيفة "يني عقد"، خبرا تحت عنوان: "نحن نعرفكم جيداً، وكوباني ليست هي مقصدكم".

ويقول الصحفي التركي، جعفر صولقون، في مقال له بصحيفة "طرف" بأن: "حصار داعش لمنطقة كوباني، وتأثير ذلك على عملية السلام في تركيا أظهر بشكل واضح شكل المنطقة ومواقفها".

طائرات إماراتية تقصف في "عين العرب"

وأوردت صحيفة "يني شفق" خبرا جاء فيه: "طائرات حربية أمريكية وأخرى تابعة للإمارات العربية استهدفت تنظيم داعش الذي يحاول التقدم نحو بلدة كاني عرب في شرق كوباني".

التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش"

نشرت صحيفة "ملليت" خبرا أوردت فيه تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" بالرئيس الفرنسي هولاند، وذكرت الصحيفة بأنه جرى الاتفاق على دعم المقاتلين المعتدلين في مواجهة الأسد وداعش، فيما عبرت فرنسا عن دعمها لمقترح تركيا إقامة منطقة آمنة. 

وذكرت الصحيفة في خبر آخر، جاء فيه: "التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ينفذ 12 ضربة جوية جديدة ضد تنظيم داعش".

وأوردت صحيفة "يني شفق" خبرا جاء فيه: "موقف إيجابي صدر عن واشنطن ولندن وباريس فيما يتعلق بخارطة الطريق التي اقترحتها تركيا لمواجهة تقدم تنظيم داعش في كوباني".

تركيا والقلق الغربي من "داعش"

يرى الكاتب التركي، ماهمات يلماز، في مقال له بصحيفة "حريت"، التركية، بأنه: و"لأجل التخلص من الغرق في وحل المستنقع السوري، الذي تسببوا فيه بهوسهم في قيادة شرق أوسط سني، يسعى رجب طيب اردوغان وأحمد داود أوغلو للاستفادة من القلق الغربي من تنظيم داعش.

وفي مقال بصحيفة "ميلاد"، التركية، يقول الكاتب التركي، أدم تشايلاك: "بدا وبشكل واضح جداً أن المذكرة التي وافق عليها البرلمان بذريعة مواجهة داعش تهدف بشكل أساسي لإسقاط الأسد".