طريقة جديدة يستعملها النظام السوري لسد النقص في أعداد المقاتلين في صفوف جيشه النظامي والدفاع الوطني، وآخرها إجبار العاملين في القطاع الحكومي على الانضمام لـ"جيش الدفاع الوطني"، بحسب أحد الموظفين الحكوميين في مدينة
اللاذقية.
يقول الموظف خالد في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إن أحد عناصر الأفرع الأمنية أجبر زملاءه العاملين في الدولة بالانتساب إلى "الدفاع الوطني"، في حين أنه أصبح مطلوبا للنظام بسبب رفضه الانضمام لهذا
الجيش.
يبين أنه "كان يعمل في مديرية الصناعة في مدينة اللاذقية وجاءهم بلاغ يفيد بأن الشعب السوري يواجه مؤامرة وعلى أبنائه الأبطال التصدي بكل قوة وحزم"، وفي نهاية البلاغ طلب من العاملين الالتحاق بالدفاع الوطني ورص الصفوف.
يتابع "جميع زملائي هم إما مسيحيين أو علويين أو إسماعيليين كنت أنا وحيدا من الطائفة السنية، وأمهلونا بضعة أيام حتى يتم إلحاقنا، جميع رفاقي لديهم معارف لدى النظام واستطاعوا تجنب حمل السلاح في جيش الدفاع الوطني بدفع مبالغ مالية كبيرة تصل حتى نصف مليون ليرة سورية كرشوة، وأنا لم يكن لدي القدرة لدفع هذا المبلغ".
يبين خالد أنه "بعد أسبوع واحد من البلاغ جاء ضابط وفي يده جدول بالأسماء المطلوبة للانضمام إلى الجيش، وهم عدة أسماء فقط من بينهم اسمي، وقد تم فرزي إلى مناطق القتال القريبة في مدينة الحفة في ريف اللاذقية، وأمهلونا عدة أيام للانضمام إلى الأماكن التي حدودها لنا".
يضيف خالد: "حتى ذلك الوقت لم أكن مطلوبا للنظام، لكنني تفاجأت بعد يومين من تخلفي بأن مطرود من عملي بسبب عدم تلبية الواجب الوطني، لكن الأمر الأسوأ هو أني أصبحت مطلوبا لأحد الأفرع الأمنية وهو فرع الأمن العسكري".
يتابع خالد "جميعنا يعلم مصير من يدخل سجون النظام السوري، فقررت الهرب إلى الأراضي المحررة حيث يقيم أقربائي وهم يستطيعون مساعدتي"، مضيفا "هربت من مدينة اللاذقية دون أن أخبر أحدا، وبعد حوالي أربعة أيام استطعت الخروج باتجاه جسر الشغور ومن ثم الى الأراضي المحررة في جبلي التركمان والأكراد".
يقول: "لقد شعرت بالراحة والطمأنينة عندما أخبرني السائق أني دخلت الأراضي المحررة وأصبحت حرا في الجزء الآخر من سوريا، حيث كان لدي فكرة بأنهم فعلا إرهابيون لكنني تفاجأت بأنهم أخوة وأصدقاء في قوات المعارضة المسلحة التي تحارب النظام السوري.
يضيف خالد: النظام يجبر الموظفين الصغار الفقراء على الالتحاق بصفوف الجيش والدفاع الوطني ولا يطلبون من أبناء الطبقة المخملية أية تضحيات من أجل الوطن "المزعوم".
ومعظم الحواجز التي تنتشر ضمن مدينة اللاذقية وعلى مداخلها هم من عناصر "جيش الدفاع الوطني" والأفرع الأمنية، ويقتصر تواجد قوات الجيش النظامي في الخطوط الأولى للجبهات.
بدوره، قال قائد "لواء النصر" في الساحل السوري في تصريح خاص لـ"عربي 21"، إن الحالة التي وصل اليها الجيش النظامي متدنية جدا وهم صامدون فقط من ضعفنا، مضيفا: "في اليومين الأخيرين قمنا بقصف أحد أماكن تمركز قوات النظام السوري في مرصد بيت حليبية بأكثر من عشر قذائف هاون، سقطت معظمها داخل الأماكن التي يتمركزون فيها، فردت علينا قوات النظام بقذيفة واحدة فقط، وكنا نستمع على مكالماتهم عبر قبضات اللاسلكي حيث يطلبون مساندة من الطيران لأنهم يخشون من تقدم مفاجئ لنا".
ويرى مراقبون، أن زمام المبادرة لأي معركة في الساحل السوري ليست بيد قوات المعارضة وإنما بيد الدول الكبرى كتركيا والسعودية، وفي حال أرادت أن تضغط على النظام السوري وتجبر رئيسه على التنازل عن السلطة ستلجأ إلى الساحل، لكنها حتى اللحظة لم تتجرأ على القيام بمعركة كبيرة.