اعترضت قوة من جيش الاحتلال
الإسرائيلي مجموعة من الفتية أثناء خروجهم من صلاة الفجر في قرية مأدما جنوب نابلس، وقامت بالتحقيق معهم والتضييق عليهم، وهو ما يفتح باب التخوفات من تصعيد الاحتلال بالتضييق على حرية أداء العبادات التي تكفلها كافة الشرائع والقوانين الدولية.
وقال بدر ياسر (18 عاما) لـ"عربي21": "فوجئنا بقوات الاحتلال توقفنا عند خروجنا من صلاة الفجر، وقاموا بالتحقيق معنا، وهددوا أحد الشبان وهو أسير محرر بإعادة
اعتقاله".
وأضاف: "سألونا عن أمور عامة تخص القرية، وسألونا أسئلة غريبة منها عن وجود علاقة بتنظيم داعش".
وأعرب ياسر عن قلقه مما جرى، لأن الاحتلال قد ينتهج ملاحقة ومضايقة شبان القرية الذين يتوجهون للمساجد باستمرار، خاصة أن الجنود أخذوا أرقام هواتف الشبان، مؤكدا أنهم سيتوجهون للمجلس المحلي للقرية ليساعدهم في التوجه لمؤسسات من شأنها أن توقف ممارسات الاحتلال التعسفية.
من جهته استنكر رئيس المجلس القروي إيهاب القط ما قام به جنود الاحتلال من اعتراضهم للفتية، خاصة أن حرية العبادة حق تكفله كافة القوانين والشرائع، والاحتلال بذلك يخالف الأعراف الدولية ولا يكترث بها.
وأشار لـ"عربي21"، أن إيقاف
المصلين يحدث لأول مرة في القرية بالرغم من أنها تتعرض لاقتحامات واعتداءات شبه يومية، مؤكدا أن المجلس بعد الحادثة مباشرة بدأ بالتواصل مع وسائل الإعلام وسيعمل على التواصل مع مختلف المؤسسات حتى لا ينتهج الاحتلال مثل هذه التصرفات.
أما الصحفي مجاهد قط وهو أحد أبناء القرية، فقال لـ"عربي21"، إن قوات الاحتلال زادت من وتيرة اقتحاماتها واعتداءاتها على قرية مأدما والقرى المجاورة لها، حيث يتم دهم وتفتيش منازل القرية بشكل شبه يومي، وعادة يستخدم الاحتلال حججا واهية لتبرير الاقتحامات والاعتقالات في القرية، خاصة أن طريق الالتفاف "شارع 60" المؤدي إلى مستوطنة يتسهار يقع على أراضي القرية.
من جهته أكد المحامي عماد صلاح الدين لـ"عربي21"، أن ما قام به الاحتلال في قرية مأدما مخالف للقانون الدولي الإنساني، والذي يكفل الحريات الدينية وحرية العبادة حتى في أوقات الأزمات والحروب، كما أن القوانين الإسرائيلية التي تسنها الكنيست تكفل ذلك.
وأكد أن إسرائيل تفكر بمنطق احتلالي وبالتالي تفعل ما يحقق لها السيطرة المطلقة على الأرض بغض النظر عن الوسيلة، منوها إلى أن كل الدول الاستعمارية على مدار التاريخ انتهجت نفس الأسلوب، ومبدأها في ذلك "ما تستطيع أن تحققه بالقوة فليكن لك ذلك"، والاحتلال يتعامل مع الشعب
الفلسطيني من منطلق إحلالي واحتلالي دون اكتراث بالشرائع الدولية.
ونوه إلى أن ما قام به جنود الاحتلال من اعتراض الشبان عند خروجهم من الصلاة "ليس الانتهاك الديني الوحيد، حيث تقوم باستمرار بالاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، كما أن المستوطنين أحرقوا عدة مساجد في السابق وخطوا عليها شعارات عنصرية".