قالت صحيفة الغارديان إن
برلمان طبرق؛ المدينة الواقعة شرق
ليبيا ولا تبعد سوى كيلومترات عن الحدود المصرية، قام باستئجار عبارة يونانية "فندق عائم" ليكون مقرا لنوابه الذين فروا من العاصمة
طرابلس، وأعلنوا عن حكومة ثانية وبرلمان ثانٍ بعد تقدم قوات الإسلاميين الذين استطاعوا استعادة مطار طرابلس من كتائب الزنتان وفرض حكومة بزعامة عمر الحاسي.
وبحسب الغارديان فقد رست العبارة التي تزن 17.000 طنا بكامل طاقمها اليوناني كي تكون مقر إقامة، وفندق عائما للنواب الذين "يتمسكون بالسلطة في طبرق، المدينة التي تعتبر آخر محطة قبل الوصول للحدود المصرية".
وأضافت الصحيفة أن الإسلاميين وحلفاءهم قاموا بالسيطرة على مدينة طرابلس ومعظم مدينة بنغازي. فيما أعلنت مدينة درنة الساحلية عن "خلافة إسلامية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الميناء أصبح مقرا لما تبقى من الحكومة السياسية في لييبا. ويستخدم النواب غرفة اجتماعات كقاعة للبرلمان، وتحيط بها قوات تستخدم عربات همفي. ورست العبارة اليونانية "إيليروس" التي عادة ما تحمل سيارات ومسافرين وتنتقل بين اليونان وإيطاليا قرب قوارب البحرية الليبية وخفر السواحل.
ونقلت عن مسؤول اللجنة الانتخابية في طبرق مفتاح عثمان، قوله "لدينا ثلاثة أيام للعثور على أماكن للقاء وانترنت وكل شيء".
ووصفت الصحيفة المزاج العام على متن الفندق العائم بالهادئ، ولا يعرف طاقم السفينة المدة التي سيمكثها البرلمانيون على متن العبارة. ووصفت الصحيفة المشهد؛ حيث يلعب أطفال النواب الذين هربوا وعائلاتهم على سطح العبارة وممراتها فيما تجمع الرجال والنساء حول الطاولات حيث قدم لهم الطاقم البييبسي وشراب البرتقال . ويقول أحد العاملين "غير عادي، نعم. الليبيون مؤدبون، نحن هنا لمدة أسبوع وربما شهر ولكننا لا ندري".
ونوهت الصحيفة إلى أنّ الجيش الليبي تلقى ضربات موجعة من منافسيه، ولهذا قال محمد علي شعيب "نحن بحاجة لوقت كي نبني جيشنا وقوات الأمن وتطوير القدرات لإدارة البلد".
وقالت الصحيفة "أدى القتال المستمر في البلاد لخسارة الحكومة معظم المدن؛ لكنها لا تزال تسيطر على الاحتياط المالي في الخارج وحقول النفط. وتقوم نظرية الحكومة في طبرق على أن الوقت يلعب لصالحها؛ ففي الوقت الذي تقوم به بإعادة بناء البرلمان ينضب الرصيد المالي للإسلاميين".
وبحسب الغارديان فإن الحرب في ليبيا تؤثر على المواقف الإقليمية فقد دعمت قطر طرفا في الحرب فيما دعمت الإمارات العربية الطرف الآخر. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن كلا من الإمارات ومصر شنت غارات جوية على مواقع للإسلاميين "فجر ليييا" لمنعهم من التقدم والسيطرة على مطار طرابلس. فيما يقوم السودان كما تقول الصحيفة بنقل الأسلحة للإسلاميين جوا مما يعقد من مهمة البرلمان.
ونوهت إلى أنّ تماسك البرلمان في طبرق يعتبر مشكلة، ففي الوقت الذي لا يعتبر فيه الإسلاميون القوة الأكبر في لييبيا لكنهم الأكثر تماسكا. فقد منوا بخسائر في حزيران/يونيو لكنهم استعادوا طرابلس فيما تعاني القبائل التي تعارضهم من انقسامات تتأثر بالمصالح الجهوية. وقالت الصحيفة إن قدرة الحكومة على توحيد القبائل وإقناع بعض الإسلاميين سيحدد فيما إن كانت التجربة الليبية وعمرها 3 أعوام ستنجح أم ستفشل.
والمشكلة التي تواجه برلمان طبرق هي العدد، فمن المفترض أن يكون عدد نوابه 200؛ لكن بعضهم امتنع عن الحضور وأخرون تعرضوا للضغوط وهناك مشاكل لوجيستية تمنع من وصول بعضهم، وفقا للغارديان.