علقت صحيفة "واشنطن بوست" على الشراكة الأمريكية –
الإسرائيلية المكونة من شركات للطاقة التي وافقت على تزويد الأردن بالغاز الطبيعي من حقول الغاز الإسرائيلية، قائلة إن الصفقة قد تستفيد منها الدول الجارة وتعزز علاقة الدولة اليهودية مع دول أخرى تشترك في مصلحة منع صعود التطرف الإسلامي.
وتم توقيع الاتفاق يوم الإربعاء بين شركة نوبل ومقرها تكساس ومجموعة ديليك الإسرائيلية- التي تعتبر المستثمر الرئيس في حقل الغاز الطبيعي "ليفياثان" في البحر المتوسط من جهة والشركة الوطنية الأردنية للطاقة الكهربائية. وتم الإتفاق على تزويد الأردن بـ 1.6 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي على مدار الخمسة عشرة عاما القادمة.
وكانت إسرائيل قد اكتشفت حقول الغاز في الساحل الجنوبي لها عام 2009 وبدأت في العام الماضي بتوزيعه محليا. ولكن الاتفاق مع الأردن هو أول اتفاق تصدير للخارج ويجعل من إسرائيل المزود الرئيس للأردن من الغاز الطبيعي.
ويعتمد الإتفاق الذي سيزود الغاز الطبيعي للأردن عبر أنابيب غاز فوق الأرض على مصادقة كل من الحكومتين الإسرائيلية والأردنية. ولكنه اعتبر اتفاقا تاريخيا سيعزز علاقة إسرائيل مع جيرانها القلقين من صعود تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد وغيره من الجماعات المتطرفة.
ونقلت "الصحيفة" عن أميت مور المدير التنفيذي لشركة إيكو للطاقة ومقرها تل أبي قوله: "للصفقة آثار جيوسياسية كبيرة بل أكثر أهمية من المنافع الإقتصادية".
وأضاف مدير الشركة المتخصصة في مجال الطاقة بالشرق الأوسط "في هذه الأيام التي يقوم فيها داعش بذبح الأمريكيين وألالاف العراقيين والسوريين في المنطقة فالإتفاق يظهر أن تحالفا يتشكل بين الدول المتحالفة في المنطقة: إسرائيل، الأردن، مصر والسعودية".
ويقول مور إن هذا التحالف يتقوى منذ الفترة الماضية،خاصة الشهرين الماضيين حيث شنت إسرائيل هجوما على حركة حماس في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه هناك صفقة أكبر من تلك مع الأردن يجري التفاوض حولها بين الشراكة الأمريكية- الإسرائيلية في مجال الطاقة ومصر، وهي حليف قلق ولعبت دورا في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي بين إسرائيل وحماس.
وكان الأردن قد وقع اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1994 ولكن العلاقات شهدت في السنوات الماضية توترا بسبب استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية وحصارها لغزة.
وبينت الصحيفة أن الأردن تعاونَ في العشرين عاما الماضية في بعض المجالات الإقتصادية منها التجارة والمياه، إلا أن تزويد الأردن بالغاز والذي لن يبدأ إلا عام 2017 هو التعاون الأكبر بين البلدين.
ونقلت صحيفة "جوردان تايمز" عن محمد حامد وزير الطاقة والمصادر الطبيعية أن الحكومة الإردنية سمحت للشركات العامة والخاصة لاستيراد الغاز من أي مكان تعتقد أنه ممكن، والإتفاق بين شركة الطاقة الكهربائية ونوبل هو جزء من اهتمام الحكومة في مساعدة المؤسسات للتصدي للتحديات التي تواجهها جراء ارتفاع أسعار الطاقة".
وعلق سيلفان شالوم، وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي على الإتفاق بأنه يعزز من موقع إسرائيل كـ "مصدر رئيسي للطاقة" في المنطقة، بحسب الصحيفة.
وذكرت المجلة الإقتصادية الإسرائيلية "غلوب" أن وزارة الخارجية دعمت الصفقة وأن عاموس هوشستين، مبعوث وزير الخارجية جون كيري الخاص لشؤون الطاقة الدولية كان في عمان حيث حضر حفلة التوقيع على الصفقة.