قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح
قويدر، إنه "تم تشكيل لجنة ذهبت إلى فرنسا وبعدها لأمريكا في إطار المساعي الدولية والتعاون مع المجتمع الدولي"، مشيرا إلى أنه سيزور مصر الثلاثاء، للقاء رئيسها عبد الفتاح
السيسي.
وأضاف رئيس مجلس النواب خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة طبرق إلى جانب رئيس حكومة تسيير الأعمال الليبية، عبد الله
الثني، أن المجلس "سينظر في مسألة الإبقاء على الحكومة الحالية برئاسة الثني أو تكليف شخص آخر بتشكيل حكومة جديدة"، مشيرا إلى أن المجلس "اتخذ قرارا بتكليف اللواء عبد الرزاق الناظوري رئيسا للأركان، وكل من يخالف أوامره يعتبر مخالفا للقانون وسيعامل وفق التشريعات النافذة".
وأشاد قويدر خلال المؤتمر نفسة "باعتراف الدول بمجلس النواب الليبي"، مضيفا: "نحن نعول على الشعب الليبي لحماية سلطته التي انتخبها".
وطالب رئيس المجلس أيضا من "النائب العام الليبي بضرورة التحقيق في الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين في العاصمة طرابلس خلال الحرب الحالية"، مشيرا إلى أن"إعلان الحرب يستهدف من لا يستجيب لقرار مجلس النواب".
وكان الجنرال السيسي الذي وصل إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري، أجرى الأحد، اتصالا هاتفيا برئيس البرلمان الليبي، دعاه خلاله إلى
زيارة مصر "في مستقبل قريب".
كما أن دول جوار
ليبيا أعلنت، في البيان الختامي، عقب اجتماعهم الرابع مساء الاثنين، بالقاهرة، دعمها لمجلس النواب الليبي الجديد، داعية الميليشيات إلى "تنازل تدريجي ومتزامن" عن السلاح، قبل أن تهدد بفرض عقوبات على من "يعطل الاستقرار".
من جانبه، قال الثني، خلال المؤتمر ذاته، إن "حرق البيوت لا يعني قتل الإرادة، وبيتي مثل بيت أي مواطن ليبي"، في إشارة لحادثة حرق منزله في طرابلس مساء الاثنين من قبل مجموعة مجهولة الهوية.
وكان عدد من الناشطين الليبيين قد تناقلوا مساء الاثنين صورة لمنزل بحي أبوسليم بالعاصمة طرابلس تلتهمه النيران من الداخل قالوا إنها لمنزل الثني، ناقلين عن شهود عيان، قولهم إن "من قام بالحرق هم مسلحين تابعين لقوات فجر ليبيا بعد أن طردوا زوجة الثني وبناته".
واعتبر رئيس الحكومة "اجتماع المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته بطرابلس اليوم غير شرعي وغير قانوني"، مؤكدا أن "الجسم التشريعي الوحيد هو البرلمان".
وعاد المؤتمر الوطني المنتهية ولايته إلى واجهة الأحداث السياسية بعد اعتراض نواب منه على عقد جلسات البرلمان الجديد في مدينة طبرق بدلا من بنغازي قائلين، إنه مجلس النواب خالف إجراءات التسليم والاستلام التي نص عليها الإعلان الدستوري في ليبيا، حيث عقد المؤتمر الوطني جلسة له بطرابلس الاثنين، وكلف خلالها عمر الحاسي القيادي بثورة شباط/ فبراير 2011 بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وهي الجلسة التي تثير جدلا في البلاد حول شرعية المؤتمر وكذلك شرعية مجلس النواب الجديد.
وجاء في أول تصريح للمؤتمر بعد عودته للانعقاد على لسان الناطق باسمة عمر حميدان، أن استئناف نشاطهم جاء تلبية لرغبة الثوار في إشارة إلى قوات فجر ليبيا القادمة من مدينة مصراته وتحسب على التيار الإسلام السياسي والتي تسيطر الآن على معظم المرافق الحيوية بالعاصمة منها مطارها الدولي بعد معارك عنيفة خاضتها ضد كتائب الصواعق والقعقاق المحسوبة على مدينة الزنتان والتيار اللبرالي في صراع بدأ خارج تعليمات الدولة الليبية رغم تبعية الطرفين لها شكليا.
وتطرق رئيس الحكومة الليبية خلال المؤتمر الصحفي إلى التصريحات التي أطلقها مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني والتي دعم خلالها قوات "فجر ليبيا" قائلا: "فليأت المفتي بدليل واحد من الدين يجيز النهب والحرق وقتل الأبرياء، وما يقوم به خارج عن كل الأعراف"، واصفا المفتي بأنه "مؤدلج".
وبين الثني خلال حديثة أن بلادة لا يمكن أن تحكم بقوة السلاح، مؤكدا أنه أقال وكيل وزارة الدفاع خالد الشريف "لأنه يقوم بجولات واتصالات خارج البلاد، ورفض الرد على كل التساؤلات".
وعن سبب عقد المؤتمر بمدينة طبرق بدلا من العاصمة طرابلس قال رئيس الحكومة الليبية: "طرابلس غير آمنة، ودوائر الدولة معطلة بالكامل، ونحن داخل حدود الدولة الليبية".
وتشهد عدة مدن ليبية على رأسها العاصمة طرابلس، وبنغازي أكبر مدن الشرق الليبي اشتباكات شرسة ودموية، هي الأسوأ منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وأدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وإجبار معظم الحكومات الغربية على سحب دبلوماسييها من ليبيا.
وكانت قوات اللواء المنشق خليفة حفتر والوحدات العسكرية الموالية له من جهة، شنت في 16 أيار/ مايو الماضي عملية عسكرية في بنغازي أسماها "عملية الكرامة"، قال إنها ضد كتائب الثوار (تابعة لرئاسة هيئة الأركان) وتنظيم أنصار الشريعة بعد اتهامه لهما بـ"التطرف والإرهاب والوقوف وراء تردي الأوضاع الأمنية وسلسلة الاغتيالات في المدينة"، فيما اعتبرت أطراف حكومية تحركات حفتر "محاولة انقلاب على شرعية الدولة".
وتتوازى مع عملية "الكرامة" عملية عسكرية أخرى هي "فجر ليبيا" في طرابلس تقودها منذ 13 تموز/ يوليو الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس الذي كان تحت سيطرة كتائب "الصواعق والقعقاع"، المحسوبة على مدينة الزنتان، وتعتبر الذراع العسكري لقوى التحالف الوطني (الليبرالي)، والموالية لقوات حفتر.