قالت صحيفة الميدل إيست آي في تقرير لمراسلتها أروى إبراهيم أن جماعة
فتح الله جولن التركية قد خسرت تأييد غالبية المجتمع المحافظ في
تركيا بسبب توقفهم عن دعم رجب طيب
أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والذي يحظى بدعم جميع
التيارات الإسلامية المحافظة فيما عدا جماعة جولن.
وأشار التقرير إلى أن أردوغان فاز في الانتخابات الأخيرة باكتساح؛ بالرغم من عدم دعم الجماعة له.
وقال الكاتب التركي يلدراي أور في حوار مع الصحيفة أن الجماعة كانت تدعم أردوغان في الفترة ما بين عامي 2002 و2013 بسبب توافق مصالح الطرفين، حيث اعتبرا أنهما يستمدان القوة من دعم كل منهما للآخر. "فجماعة جولن ازدهرت في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان، وافتتحت الكثير من المدارس والجامعات، وقد تحالف أردوغان مع الجماعة والتيار الليبرالي منذ عام 2002 في مواجهة وصاية الجيش والبيروقراطية الكمالية."
ولكن العلاقة بين الطرفين أصابها شرخ عميق منذ اتهام الجماعة لأردوغان والمقربين منه بالفساد، حيث نفى أردوغان تلك التهم، واتهم جولن بتدبير مؤامرة ضده. كما عارضت الجماعة الحوار الذي قاده الحزب الحاكم مع الأكراد كي ينهي المشكلة الكردية، وقام جهاز الشرطة التابع لجولن بحملة اعتقالات واسعة طالت أعضاء في حزب العدالة والتنمية.
وأضاف التقرير أن الأزمة مع الجماعة لم تقلل من شعبية أردوغان لدى القاعدة العريضة من المصوتين المحافظين ومتوسطي الدخل. في حين أن الجماعة تراجعت عن دعم أردوغان بنسبة 80 في المائة من أعضائها، وذلك على حد قول الباحث إسماعيل زنجن العضو في الجماعة. فقد صوت أتباع جولن لصالح أكمل الدين إحسان أوغلو المرشح المنافس لأردوغان، وذلك بالتحالف مع الأحزاب العلمانية والقومية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الجماعة، على حد قول الصحيفة.
ويقول زنجن أن غالبية الجماعة صوتت لصالح إحسان أوغلو بسبب قناعتهم أن أردوغان سيشن حملة ضد الجماعة في حالة فوزه.
وقد وصف اردوغان جماعة جولن بالدولة الموازية، وعزل المئات من رجال الشرطة وأعضاء النيابة من المنتمين للتنظيم، وتعهد بغلق سلسلة المدارس التابعة لها على مستوى الدولة.
وأوضح طه أوزهان رئيس مركز سيتا للأبحاث أن القاعدة الشعبية لجماعة جولن هي نفس القاعدة المحافظة لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من القاعدة المحافظة في تركيا قد صوتت لأردوغان.
كما أشار التقرير إلى أن بعض أعضاء الجماعة لايزالون يؤيدون أردوغان.
وأضاف أوزهان أن نتيجة الانتخابات "أنهت وصاية القوى التي نشأت في الستينات من القرن العشرين، كما كشفت أزمة انعدام القيادة لدى أحزاب المعارضة التي لازالت تنتمي إلى القرن البائد وليس عام 2014."
وقال أن إحسان أوغلو كان من المستحيل أن يفوز، "لأنه كان مجرد مرشح الأحزاب التي كانت تحاول أن لا تخسر للمرة التاسعة ولكنها خسرت."
ويقول أحد المحللين في حواره مع الصحيفة إن خيارات الجماعة الأخيرة (دعمها لمرشح خاسر وابتعادها عن قاعدتها الاجتماعية الأوسع) سوف تؤدي إلى معاناتها وخسارتها لقاعدتها الشعبية لصالح تيارات صوفية أخرى وجماعة سعيد النورسي.