قال باحث صهيوني بارز إن فرص الكيان الصهيوني في مراكمة
الردع في مواجهة حركة
حماس تؤول إلى الصفر، معتبراً أن حديث النخب العسكرية الصهيونية عن نجاحها في ردع الحركة غير واقعي.
وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم الإثنين، نوه أفنير جلوب، الباحث في "مركز أبحاث الأمن القومي
الإسرائيلي" إلى أنه كلما وجه الكيان الصهيوني ضربات عسكرية لحماس كلما زادت رغبتها في القتال.
ونوه جلوب إلى أن إسرائيل قد أخطأت عندما اعتقدت أن حركة حماس لن تتجه لمواجهة "إسرائيل" خوفاً على مرافق حكمها الاقتصادية وقدراتها العسكرية.
وحذر جلوب دوائر صنع القرار في تل أبيب قائلاً: "إذا قررتم الرد على عمليات إطلاق الصواريخ التي ستقوم بها حماس، فإن عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار أنكم ستمسون بقوة الردع الإسرائيلية".
ونوه جلوب إلى أن حرمان "حماس" من مكتسباتها في الحكم سينعكس سلباً على قدرة "إسرائيل" على دفع الحركة للمرونة والاعتدال، مشيراً إلى أن الضربات العسكرية الصهيونية تجعل القيادة "أكثر" تصميماً على مواصلة القتال.
وحذر جلوب الحكومة الصهيونية من خطورة "تضليل" الجمهور الصهيوني عبر وعده بفترة هدوء طويلة، بدون إحداث تغيير استراتيجي كبير ودرامتيكي.
وأضاف: "على إسرائيل أن تدرك أنه طالما ظلت حركة حماس تسيطر على قطاع غزة فإن الحفاظ على قوة الردع تتطلب منح الحركة إنجازات واضحة".
وفي ذات السياق، بعث الإعلامي الصهيوني بني ليفي برسالة إلى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مطالباً فيها بالاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية، وعدم تصويرها على أساس أنها تهديد لإسرائيل.
وفي الرسالة التي نشرتها صحيفة "معاريف"، حث ليفي، الذي يعتبر أحد أبرز الإعلاميين الصهاينة، نتنياهو إلى عدم التردد في الموافقة على بناء ميناء في قطاع غزة، والتدليل للفلسطينيين أن "إسرائيل" غير معنية بالمس بأوضاعهم.
من ناحيته قال المفكر الصهيوني أوري أفنيري إن
الحرب على غزة أثبتت مرة أخرى أن الرهان على خيار القوة لن يؤدي إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس"، شدد أفنيري على وجوب أن يعي الصهاينة أنه "بدون الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة ومتطورة لهم، فلن ينعموا بالسلام والأمن"، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية، مثل سائر الحكومات السابقة تفضل الأرض على السلام.
وشدد أفنيري على أن "إسرائيل" ليس بوسعها مواصلة الاحتلال للأبد في القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن لشعب أن يسيطر على شعب آخر وأن يتوقع في نفس الوقت هدوءا وأمنا وطمأنينة.